تحظى مائدة الإفطار عند العائلة الجزائرية بعناية خاصة في شهر رمضان، حيث يصبح الاستغناء عن بعض الأطباق من الأمور المستحيلة، ولهذا تتفنن ربات البيوت في إعداد تشكيلة متنوعة من الأطباق، بغية جعل المائدة عند موعد الإفطار فاتحة للشهية، ولكن غلاء بعض المنتوجات جعل عائلات تعدل من أطباقها، بل وتستغني عن بعضها. مصطفى مهدي هذا ما فعلته بعض العائلات التي فكرت في أنّ إمضاء شهر رمضان بالأطباق التي إعتادت عليها لا يمكن أن يكون، مع ارتفاع أسعار بعض المنتوجات، تقول لنا السيدة بهية: "مع هذا الغلاء لم نستطع اكمال الصيام" . واستطردت قائلة: "مائدة رمضان لم تعد كما كانت في وقت مضى، فمع هذا الغلاء بتنا نكتفي بطبق الشربة والسلطة". وتوضح في هذا الخصوص، أن السلطة لا تقصد بها الخس، بل سلطة الطرشي أو الجزر، لأنه وكما تقول الخس أصبح له شأن عظيم ولم يعد في متناول الجميع، أما عن طاجين الحلو، فتؤكد المتحدثة أنها قامت بإعداده في اليوم الأول فقط من رمضان بقطع تكاد لا تظهر من اللحم، وذلك حتى يكون رمضان حلوا على حد قولها، وهي العادة، أما اللحم المستورد من الهند فهي لا تستسيغه، وتشكك فيه. من جهة أخرى، تؤكد أنها ستستغني نهائيا عن البوراك بعد أن وصل ثمن الديول إلى 50 دج، وعند الحديث عما تعده بهية خلال السهرة، قالت أنها استغنت نهائيا عن قلب اللوز وما شابهه من الحلويات الرمضانية، لأنّ سعر السكر، ورغم انخفاضه، إلاّ أن سعر قلب اللوز ظل مرتفعا نوعا ما، أما باعة الحلويات فلم يخفضوا من ثمن الحلويات التي ارتفع سعرها هي الأخرى". أما السيدة رتيبة فتقول أن رمضان هذه السنة يعرف ارتفاعا مذهلا في أسعار والدجاج، يتجاوز القدرة الشرائية للعائلة محدودة الدخل. وتضيف قائلة: "أنا شخصيا استغنيت عن الخس واستبدلته بالجزر والفلفل وحتى الطبق الذي يرافق الشربة، أي الطاجين، أيضا تخليت عنه واكتفيت بالشربة التي تارة أعدها باللحم المجمد او بعض قطع الدجاج وتارة أخرى بالخضر فقط وأحاول التحايل على الأيام حتى يمضي شهر رمضان، لأن المهم على حد تعبيرها، أن يصوموا بصحة وعافية وان يتقبل منهم الصيام. عائلات أخرى تبذل مجهودا كبيرا حتى تجعل مائدة رمضان محافظة على جميع أطباقها، ولو اضطرها الأمر للاقتراض بغية استكمال هذا الشهر الكريم، وفي هذا الخصوص تقول السيدة حسينة نحن ملزمون بالشراء رغم أنّ ارتفاع الأسعار مس كل شيء في جميع المواد، ولكن رمضان له خصوصيته التي تفرض علينا إكرام الصائم بمختلف الأطباق التي تشتهيها نفسه، حتى ولو لم يأكل منها عند وقت الإفطار شيئا، فالمهم أننا نرضيه. وتضيف في ذات السياق، أن التنويع مطلوب في رمضان حتى لا يشعر الصائم بالملل من الأطباق التي تكرر، أما بالنسبة لطبق اللحم الحلو فيعد فاتحة رمضان، وهي العادة، فحتى وان لم يؤكل فلابد من أن يكون حاضرا على المائدة، وبالنسبة للسهرة فلا تستغني مطلقا عن الزلابية وقلب اللوز والشاي.