بقلم: أيمن سمير* سيطرت على مشهد الحرب الروسية الأوكرانية ثلاثة سيناريوهات رئيسية تتناول مستقبل العمليات العسكرية في بلاد مسلسل خادم الشعب الذي أدى دور البطولة فيه الرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي. الأول سيناريو الحرب الخاطفة الذي كان يقول إن روسيا سوف تسيطر عن طريق اللدغة الأولى على الأماكن الاستراتيجية وتقوم بإنزال جوي فوق القصر الرئاسي والمباني الحكومية في كييف وهو ما يؤدي إلى استسلام أوكرانيا وانتهاء الحرب بسرعة وتوصيل رسالة قاسية للغرب بأن روسيا يمكن أن تعزل دول بحر البلطيق الثلاث في ساعات قليلة وهذا السيناريو لم يحدث إذ نقترب من نهاية الأسبوع الثاني للعملية من دون أن يتحقّق. السيناريو الثاني هو إسقاط النظام المبني على أن العملية الروسية مع وجود 24 من الشعب الأوكراني من أصول روسية بالإضافة للأوكرانيين المواليين لموسكو سوف تعيد الأحزاب والمجموعات السياسية التي كانت حاكمة في أوكرانيا عام 2014 قبل إزاحة الرئيس السابق الموالي لموسكو فيكتور يانكوفيتش. السيناريو الثالث هو التقسيم وكان يقول إنه فور بدء العمليات العسكرية الروسية سوف تعلن المناطق الشرقية في خاركييف شمالاً وماريوبول وحتى أوديسا في الجنوب الشرقي انفصالها والالتحاق بروسيا بينما تظل المناطق الغربية مثل لفيف تقاوم وينتهي الأمر بسيناريو برلين بعد الحرب العالمية الثانية عندما كان شطرها الشرقي مع الاتحاد السوفييتي بينما الجانب الغربي مع أمريكا وحلف الناتو وهذا السيناريو أيضاً لم يتحقق. إذاً هل ثمة سيناريو رابع ؟ وما هي مكوناته وشواهده؟ وما مدى خطورته على روسيا وأوروبا؟ *الحرب الطويلة كل الشواهد على الأرض تقول إن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي قريباً وإن حسابات الناتو والدول الغربية تقول إن الحرب سوف تستمر لسنوات عدة قد تصل إلى عشر وتأخذ أشكال المقاومة العراقية والأفغانية كما صرح وزير الدفاع البريطاني بن ولاس أخيراً. وتسابق القيادة الأوكرانية وحلف الناتو الزمن بالدفع نحو السيناريو الرابع العراقي أو الأفغاني من خلال القيام بسلسلة من الخطوات على الأرض منها إصدار زيلينسكي قراراً يسمح بتملك الأوكرانيين للسلاح لمقاومة الروس عسكرياً كما أصدرت كييف قرارات بتوسيع القوات الشعبية التي كان عدد عناصرها نحو 10 آلاف عنصر قبل الحرب والوصول بها إلى 2 مليون مقاتل ومن يدقق في نوعية الأسلحة التي يرسلها الناتو لأوكرانيا يتأكد له أنها ليست أسلحة جيوش نظامية بل هي أسلحة قوات شعبية يمكن تدريب العنصر المدني عليها في أسبوع أو أسبوعين فقط ولا تحتاج إلى جنود محترفين. *رمزية سوفييتية أكثر القرارات التي تؤشر على هذا السيناريو هو إرسال كميات غير مسبوقة من صواريخ ستينغر إلى أوكرانيا وهذا الصاروخ له رمزية في الفكر العسكري الغربي والروسي معاً فهو الصاروخ نفسه الذي جرى استخدامه في إنهاك الجيش السوفييتي في أفغانستان في الفترة من 1979 وحتى 1989 وساهم في انهيار الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991 وبعد أكثر من 40 عاماً يتكرّر السيناريو نفسه بصواريخ ستينغر ووصول المقاتلين الأجانب إلى أوكرانيا كما كان الأفغان العرب العنصر الأجنبي في حروب إسقاط الإمبراطورية السوفييتية من أفغانستان. كل هذه الشواهد والمؤشرات تقول إن الحرب بدأت في أوكرانيا وإن السيناريو الرابع الذي يقوم على حرب المدن والشوارع وإيقاع خسائر فادحة هو ما يجري العمل عليه والتخطيط له.