مساهمة بطولة وطنية احترافية أم انحرافية؟ كيف حال كرة القدم في الجزائر بعد كل هذه التتويجات والتشريفات الكروية التي حظينا بها في الأيام القليلة الماضية دون شك ما فعله المُنتخب الوطني لأقل من سبعة عشر سنة في الدورة العربية التي كان احتضانها فخرا لنا كجزائريين وعرب لكن هذا لا يعني أن الأُمور بخير وكل شيئ على ما يُرام فإلقاء نظرة خاطفة على أنديتنا التي تلعب في البطولة الإحترافية سيُصيب الجميع بالإشمئزاز نصفها إن لم نقل كُلها تُعاني من فقر مُدقع وتجد صُعوبة بالغة في التنقل ودفع مُستحقات لاعبيها بسبب نُقص التمويل أو إنعدامه الصغيرة منها لحد الساعة تتخبط في مشاكل مالية وخلافات مع لاعبيها ومسؤوليهم وهذا ما دفع باللاعب الجزائري لهجرة هذه الفرق وتفضيل أندية عربية وغربية أما أرضية الملاعب التي تُجرى عليها المُقابلات فحدث ولا حرج أرضيات تفتقر للعُشب الإصطناعي الذي يُسهل تمرير الكُرة واللعب بسلاسة وهنا يُطرح السؤال على الجهات المُختصة في هذا المجال لماذا نُعاني من هذا المُشكل دائما؟ هل بسبب نُقص العناية والإهتمام؟ أم أن النوعية التي تُوضع على أ رضياتنا غير جيدة؟ هل المُشكل في الأرضية أم المُناخ؟ أم في فشلنا في التعاقد مع شركات مُختصة وإعتمادنا دائما على الغير مُؤهلة للعملية؟ ففي هذه الحالة الأفضل الإعتماد على الكوادر الوطنية وتأهيلها وتوفير الملاعب الكافية للأندية حتى لا يتم الضغط على ملعب واحد وتعرضه للفساد. العُنف في الملاعب أثر وبشكل كبير على سمعة بطولتنا فالمفروض أن الحكم مُقدس وقراراته تُقبل من الجميع أما عندنا فالعكس تماما حُكام يتعرضون للتهديد والضرب آخرون يُرشون بأموالباهضة من مُسيري الفرق لشراء المُباراة وإرضاء المُناصر الذي في بعض الأحيان يبيت في العراء من أجل فريقه المُفضل لاعبون يُهانون ويُشتمون مُسيرون يُهددون بالقتل...إلخ فتحكيم الضمير هنا واجب ومُهم لكي لا نغرق أكثر في المهازل ونُصبح مضحكة للجميع المُناصر أيضا لابد أن يكون واعيا ومُتفهما فخسارة مُباراة لا يعني نهاية المشوار ولا التكسير والضرب وكم من مُباراة شاهدنا فيها سبا وشتما للاعبين ومُسيريهم فالمُناصر المُحب لفريقة وناديه لابد أن يرتقي عن كل هذه الزلات لأنها في النهاية مُباراة وفقط وما زاد الطين بلة هو معرفة الجهات المُختصة بكل هذا وتماطلها في إيجاد حلول ناجعة كالعادة نكتفي بالترقيعية ونقبل بكل التصرفات الطائشة لبعض المسؤولين ولا نتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أُجور اللاعبين المُبالغ فيها من بين الأسباب التي تُساهم في ضُعف بُطُولتنا فلو إتبعنا سياسة أُجور واضحة وأعطينا لكل ذي حق حقه لما حدث كل هذا؟ فالمبالغ الباهضة التي يتقاضاها بعض اللاعبين صراحة مُبالغ فيها وعوض إستغلالها في خدمة مجالات تُفيد الوطن والمواطن نصرفها على لاعبين أصبحوا يعتبرون كُرة القدم وسيلة للربح السريع ومسؤولون لم يُضيفوا شيئا بالعكس كل همهم ملأ بُطونهم بالمال ونيل الشُهرة. فإذا أردنا إحتضان كأس إفريقيا 2025 وتبيض صورتنا أمام الجميع لابد من العمل والبداية من هذه البطولة التي أتمنى أن يُنزع منها لقب إحترافية فهي لحد الساعة لم تُقدم لنا أي مُحترفين ومازلنا نعتمد على أوروبا والخليج في تدعيم مُنتخبنا الوطني أما الخطوة الثانية والمُهمة هي توفير المنشآت الرياضية وخاصة الملاعب المُحترمة والجاهزة ففي نهائي بطولة العرب للشباب الأقل من 17 سنة والتي إحتضنها ملعب سيق بمُعسكر تفاجآت من أرضية الملعب الغير صالحة ومُناسبة لإحتضان نهائي كهذا وقتها أتذكر أني عُدت بشريط الذاكرة للوراء والبطولة الأوروبية الغير مُملة شكلا ومضمونا فملاعبهم رائعة وطريقة لعبهم أروع تشدك وتجعلك وأنت البعيد عن كرة القدم تتنازل وتتفرج حتى نهاية المُباراة فالعمل الجدي مطلوب هذه الأيام على كل الأصعدة والتباهي والتفاخر بالنجاحات ليس عيبا لكن لا نريده أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة هو دافع لمُستقبل زاهر وشرف لو عرفنا إستغلاله إيجابيا وللمُشككين بعدم قُدرتنا على إحتضان مُنافسات كبيرة فألعاب البحر الأبيض المُتوسط وكأس إفريقيا للمحليين في جانفي القادم بإذن الله دليلان قاطعان على أن بلدنا قادر على كل شيئ فالجزائر أكبر بلد إفريقي وماديا مُقارنة ببلدان إفريقية أحسن بكثير ما نحتاجه فقط هو العمل بجهد وإخلاص ووضع الرجال الحقيقيين في المكان المُناسب لمُجابهة كل العراقيل والمطبات التي يتفنن الآخرون بوضعها وهنا يكمل الوجه الحقيقي للدبلوماسية الرياضية التي يجب أن تتحرك وبسرعة لإقناع مسؤولي الكاف لاحتضان مُنافسة قارية ينتظرها الجميع.