* سفارة الجزائربطرابلس تتعرّض لاعتداءات خطيرة انتشرت في الساعات الأخيرة على عدد كبير من المواقع الإلكترونية والصحف والإذاعات والفضائيات إشاعات مغرضة تزعم هروب العقيد الليبي معمّر القذافي نحو الجزائر، وهي الإشاعات التي نفتها مصادر رفيعة المستوى، مشيرة إلى أن مروّجي هذه الإشاعات معروفون بعدائهم للجزائر، وربما، بشكل مباشر أو غير مباشر، وراء الاعتداءات التي تعرّضت لها سفارة الجزائربطرابلس في الساعات الماضية· وردّدت مصادر إعلامية كثيرة أكذوبة جديدة ضد الجزائر يزعم أصحابها أن العقيد القذافي قد دخل الأراضي الجزائرية في الساعات الماضية، دون أن تقدّم مزيدا من الإيضاحات والتفاصيل. وبدت الكذبة الجديدة قابلة للتصديق لدى الأوساط التي صدّقت من قبل أكذوبة قيام الجزائر بدعم نظام القذافي بنقل وإرسال مرتزقة أفارقة، حيث حاول بعض الذين يصفون أنفسهم بالثوّار إلباس تهمة الوقوف ضد إرادة الشعب الليبي بالجزائر، وها هم يحاولون إلباسها تهمة جديدة هي الوقوف في وجه العدالة الدولية من خلال إيواء القذافي الذي صدرت في حقّه مذكّرة توقيف من محكمة العدل الدولية بلاهاي، وهو ما يشير إلى رغبة هؤلاء المعقّدين سياسيا وإعلامية في تشويه سمعة الجزائر من جهة، والزجّ بها في إشكال كبير مع محكمة لاهاي· وتناقلت مختلف وسائل الإعلام أمس أخبار تشكيك بعض معارضي القذافي في أن يكون (العقيد) مازال متواجدا في طرابلس، خاصّة بعد خطاب القذافي الأخير الذي قيل إنه كان عبر الهاتف، (مرجّحين أن يكون القذافي قد هرب إلى الجزائر)· وفي المقابل، أفادت بعض الأنباء بأن القذافي في طريقه للهروب إلى جنوب إفريقيا، خاصّة بعدما ذكرت فضائية الجزيرة أنباء عن هبوط طائرتين تابعتين لجنوب إفريقيا في وقت متأخّر من مساء الأحد بمطار طرابلس في ظلّ تأكيدات المتحدّث باسم جيش الثوّار بوجود القذافي في طرابلس· في سياق ذي صلة، زعم مسؤول الإعلام بالمجلس الوطني الانتقالي محمود شمام أن العقيد معمّر القذافي موجود حاليا على الحدود الجزائرية· وأضاف شمام لقناة (ليبيا الأحرار) أن المجلس تأكّد من خلال الاستخبارات من وجود القذافي على الحدود الجزائرية، مشيرا إلى أن آخر كلمة صوتية التي ألقاها القذافي منذ فترة قصيرة تمّ رصدها، حيث تعرّفوا من خلالها على مكان وجوده وتأكّدوا منه· ويأتي هذا التأكيد مناقضا لما صرّح به دبلوماسي في العاصمة الليبية من أن العقيد معمّر القذافي ما زال في منزله في باب العزيزية في طرابلس· وقال هذا الدبلوماسي الذي التقى القذافي في الأسابيع الأخيرة، طالبا عدم كشف هويته (ما زال في طرابلس وهو موجود في مقرّه في باب العزيزية)· وبينما تمّ إلقاء القبض على اثنين من أبنائه وهما سيف الإسلام ومحمد، لم يعرف بعد من أين أرسل القذافي كلماته المقتضبة واليائسة لدعوة (الملايين) من الشعب الليبي إلى الخروج لتحرير طرابلس، كما لم يعرف مصير بقّية أفراد عائلته، خاصّة ابنيه الساعدي وهانيبال وزوجته وابنته عائشة· ورجّح أغلب قادة المعارضة الليبية سياسيين وميدانيين أن يكون القذافي قد رتّب منذ فترة مغادرته وعائلته لمقرّ إقامته في باب العزيزية، وأنه قد يكون اختار الإقامة في سرت مسقط رأسه أو في سبها· من جهتها، نفت السلطات التونسية أن يكون العقيد معمّر القذافي ينوي التوجّه إليها أو أن يكون موجودا داخل أراضيها· وقال رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي (إن العلاقات بين القذافي وتونس لم تكن على أحسن ما يرام في الماضي، ومن ثمّ فإنني أعتقد أنه قد يلجأ إلى أيّ دولة في العالم إلاّ تونس)· كما نفت مايتي نوانا ماشاباني وزيرة خارجية جنوب إفريقيا أمس الاثنين أن تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لإخراج معمّر القذافي منها، داعية المعارضة إلى فتح (حوار سياسي بين الليبيين)· ** الجزائر تشكو المعتدين على سفارتها إلى الأمم المتّحدة تعرّضت سفارة الجزائربطرابلس في ليلة 21 إلى 22 أوت ل (سلسلة من الانتهاكاتّ) من طرف مجموعة من الأشخاص استولوا على عدد من السيّارات التابعة للبعثة وذهبوا بها، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الاثنين عن مصدر مأذون في وزارة الشؤون الخارجية· وذكر النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيّد مراد مدلسي قد بعث مراسلة (عاجلة) للأمين العام لمنظّمة الأمم المتّحدة (لجلب انتباهه بشأن الانتهاكات التي تعرّض لها مقرّ البعثة الدبلوماسية الجزائرية، مطالبا إيّاه بالعمل على أن يتّخذ نظام الأمم المتّحدة الإجراءات اللاّزمة قصد ضمان حماية الدبلوماسيين ومقرّات البعثة الجزائرية، وكذا ممتلكاتها وفقا لقواعد القانون الدولي)· وأشار النّاطق الرّسمي إلى أن خلية المتابعة للوزارة على اتّصال (دائم) مع الممثّلين الدبلوماسيين الجزائريينبطرابلس للتأكّد من سلامتهم وسلامة الرّعايا الجزائريين الذين اختاروا البقاء في ليبيا· وجاء الاعتداء على السفارة الجزائرية بليبيا في الوقت الذي دعا فيه رئيس المجلس الوطني الليبي الانتقالي المعارض للنّظام في ليبيا مصطفى عبد الجليل المتمرّدين الليبيين في كلّ التراب الليبي إلى (احترام الممتلكات والتسامح والعفو) بعد دخول المتمرّدين إلى العاصمة طرابلس، فهل هذه هي أخلاق (الثوّار)؟