لا تخلو الفضاءات التجارية والاسواق وحواف الطرقات بمختلف مناطق ولاية تيزي وزو من الباعة الصغار، الاطفال الذين لا تزيد اعمارهم عن 12سنة، يعرضون سلعا بسيطة راجين من خلالها الحصول على مبلغ مالي ولو بسيط يسمح لهم بالمشاركة في المصاريف والتكاليف الباهظة لشهر رمضان المعظم او جمع هذه المبالغ الزهيدة طيلة ايام الصيف وعلى وجه الخصوص خلال شهر رمضان تحضيرا لتكاليف الدخول المدرسي التي لا تفصل بينه و بين عيد الفطر المبارك سوى ايام معدودة وذلك لاقتناء الالبسة والادوات المدرسية وتوفير تكاليف النقل وغيرها من المصاريف التي اصبحت تثقل كاهل العائلات وتعجز الكثير منها على تلبية متطلبات الحياة و العناية باطفالهم نظرا لتدهور المستوى المعيشي وتدني القدرة الشرائية للعائلات، الاطفال الصغار ترى ملامح البراءة والحاجة بادية على وجوههم وهم يستعطفون المارة لالقاء نظرة على سلعهم المعروضة وشراء كمية منها، واغلب المنتوجات التي يقتات منها هؤلاء نجد الفواكه الموسمية التي تنتجها المنطقة بكثرة وتعرف كذلك استهلاكا واسعا من طرف اهلها على غرار التين بمختلف انواعه المنتشرة عبر اقليم تيزي وزو، حيث يتفنن الاطفال في كيفية عرض سلعهم وجذب اهتمام المستهلك اليهم، اطفال اخرون يعتبرون اكثر نضجا من حيث الحس التجاري، تجدهم يوفرون سلعا ليسوا بحاجة لاستعطاف المواطن من اجل اقتنائها انما المستهلك هو من يكون مجبرا على البحث عنهم لشراء بعض اللوازم التي تعتبر ضرورية على مائدة رمضان على غرار بيع ربطات البقدونس، الكرافس،النعناع، الزعيترة وغيرها من باقات الحشائش العطرية التي لا يستغنى عنها طيلة الايام ال30 لشهر رمضان لتحضير الطبق الرئيسي لمائدته وهي الشوربة، الى جانب عرض بعض المنتوجات التي ينحصر استهلاكها على شهر رمضان دون غيره من سائر ايام السنة كبيع الديول والقطايف، كما نجد انتشار باعة الخبز المصنوع في المنزل كالمطلوع وغيره من الانواع الكثيرة التي تتمتع بها منطقة القبائل ،الكثير من هؤلاء تصدر منهم تصرفات عفوية بريئة في قالب مقلد لتصرفات التجار الكبار بكثير من اللباقة والاحترام لدرجة تجعل من المواطنين زبائن دائمين لديهم رغبة في مساعدتهم من جهة وتشجيعا لهم من جهة اخرى، بالرغم من كون ولوجهم لعالم الشغل دون السن القانونية الا ان مثل هذه التصرفات تنمي في نفسية الطفل حس المسؤولية والاعتماد على النفس وإلا يكون متطلبا ويتعلم القناعة والرضى بالقليل والعمل بالعرق لكسب المزيد ويعتبر ذلك افضل بكثير من التسكع في الشوارع والانحراف وأخطرها تعلم الكسب والربح السريع عن طريق السرقة وسلب ممتلكات الغير.