نواقيس الخطر تُدّق بعد الاعتداء البشع على أستاذة مَدَارِسُنَا.. إلى أين؟! في سابقة خطيرة من نوعها لم تشهدها المدارس الجزائرية تم الاعتداء على أستاذة بخنجر من طرف تلميذ بحيث باغتها وغرس خنجرا في ظهرها يبلغ طوله نحو 17 سنتيمترا الجريمة أثارت ذهول الجميع بعد أن تحول التلميذ إلى مجرم قاتل بحيث يبدو أنّه عزم على ارتكاب جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لولا لطف الله وكانت الضحية معلمته التي علمته حرفا فطعنها ظهرا فبعد الضرب والعنف ضد المعلمين من طرف التلاميذ ها هو منحى الجرم يتصاعد إلى حمل أسلحة بيضاء للاعتداء على مربي الأجيال داخل الحرم التربوي. نسيمة خباجة تشهد المدرسة الجزائرية منحى تصاعديا للعنف بكل أشكاله وصوره بحيث يجمع الكل أن مدرسة اليوم لا تشبه مدرسة التسعينيات والثمانينيات وأصبحت أكثر صعوبة وخرجت عن سيطرة المعلمين لاسيما في الطورين المتوسط والثانوي بحيث اصبح احترام المعلم عملة نادرة لدى بعض التلاميذ الذين يختفون بأفعالهم السيئة وراء جدران الصروح العلمية بحيث يدفعهم أولياؤهم دفعا إلى داخل أسوارها فيطلقون العنان لافعالهم اللامسؤولة وشغبهم ويخلون بالنظام الداخلي للمؤسسات التربوية وتجرؤوا حتى على الاعتداء على المعلمين لفظيا وحتى جسديا ليختتم هذا وذاك باستعمال الأسلحة البيضاء لإراقة الدماء داخل المدارس وبعد انتشار العنف بين التلاميذ هاهو يزحف إلى المعلمين وما جريمة الاعتداء على أستاذة بمتوسطة في باتنة الا دليل على ذلك. ضرب التلميذ ممنوع وضرب الأستاذ... المنظومة التربوية الحالية تكفل منع ضرب التلاميذ من طرف معلميهم عبر الأقسام وذلك لتجنب الضرب المبرح الذي قد يؤدي إلى عاهات مستديمة حسب ما كشفه الواقع في العديد من المرات لكن يبدو ان ذلك المكسب اضاع حقوق المعلمين في التربية والتعليم فأجيال الامس كان الضرب بالنسبة لهم مسموحا وهو الضرب الخفيف قصد تقويم سلوك التلميذ وتخويفه لضمان طاعته للمعلم بل إن منع ضرب التلميذ جعل بعض التلاميذ وأوليائهم يتطاولون على المعلمين فانسحب بعض المعلمين بشرف ورفع البعض منهم شعار تخطي راسي بحيث يقدمون الدروس للتلاميذ وبعد انتهاء الدوام يودعونهم لكون ان رسالة العلم صارت مقيدة بضوابط لا هي في مصلحة التلميذ ولا هي في مصلحة المعلم فالمعلم اذا ما مارس حقه في تأديب التلميذ هو مهدد بعتاب الأولياء أو حتى اعتدائهم في حال ما اذا سلم من اعتداء التلميذ نفسه خاصة في الطورين المتوسط والثانوي. تنديد بالجريمة المروعة ضد الأستاذة الأستاذة ريحانة بن الشية التي تدرس مادة اللغة العربية بمتوسطة بولاية باتنة كانت ضحية غدر من طرف تلميذها الذي غرس خنجرا في ظهرها والسبب هو استدعاء وليه لإخباره بالتجاوزات التي يحدثها في القيم والتي ليست في صالحه فكان جزاؤها الطعن من طرف التلميذ في فناء المدرسة تلك الطعنة الغادرة التي اوصلتها إلى ابواب المستشفى لإجراء عملية جراحية معقدة بحيث سلمت من الموت بفضل لطف الله تعالى وهي جريمة شنعاء أثارت سخط الرأي العام وندد الكل بالفعل الشنيع في حق أستاذة وهي في اطار تأدية مهامها النبيلة مما يؤكد مستوى العنف الذي طال المدارس فكيف لتلميذ ان يحمل خنجرا دون ان يكتشف أمره احد فأين الحارس؟! وأين الإدارة والمراقبين؟! صحيح هي جريمة في حق أستاذة الا انها جرس تنبيه لاعادة النظر في سيرورة المؤسسات التريوية وتنظيم قوانينها الداخلية بعد ان تحولت إلى ساحة للجرائم وسفك الدماء وحتى ولو كان الفعل معزولا كما أوضحه المسؤول الأوّل عن القطاع الا انه بمثابة تنبيه لتجنب كوارث اخرى كانت قد تحل بالمؤسسات التربوية بعد ان انتشرت فيها السجائر وحتى المخدرات والكثير من الممارسات المشبوهة وصارت السكاكين رفيق بعض التلاميذ عبر المحافظ بدل الاقلام والمستلزمات المدرسية لذلك عاد المطلب القديم من جديد والتي ترافع من أجله نقابات التربية والتعليم والمتعلق بسنّ قانون لحماية المعلمين من الاعتداءات اللفظية والجسدية من طرف التلاميذ وأوليائهم أو بالأحرى سن قوانين داخلية صارمة تحمي المعلمين والتلاميذ داخل الحرم التربوي.