مئات الموتى في الطرقات وسط تواصل المعارك هكذا تحولّت الخرطوم إلى مدينة للجثث.. تنتشر الجثث في الطرقات وأحياء العاصمة الخرطوم إثر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف افريل الماضي بلا أمل واضح في مواراتها الثرى في ظل انعدام الممرات الآمنة. ق.د/وكالات يقر عدد من المسؤولين بصعوبة إحصاء أعداد الجثث المنتشرة في طرقات الخرطوم منذ بدء الحرب في البلاد ورغم ذلك يُقدّر الأمين العام لمجلس البيئة بشرى حامد في حديث عددها بنحو 2000 جثة و5 آلاف أخرى دُفنت من دون اتباع الإجراءات. وحذر بشرى من كارثة بيئية وصحية مع ارتفاع درجات الحرارة وموسم الأمطار وفي ظل هشاشة النظام الصحي مما يؤدي إلى فرص توالد نواقل الأمراض وانتشار السعر والطاعون والكوليرا مضيفا هذا وضع سيقود لكارثة بيئية من لم يمت بالحرب سيموت بتداعيات الوضع الصحي والبيئي . مدن العاصمة وفي مدينة بحري (شمالي الخرطوم) التي تشهد اشتباكات بين الجيش والدعم السريع كشف مصعب كمال (أحد سكان حي كافوري) للجزيرة نت عن تحلل بعض الجثث في الشوارع منذ الأسابيع الأولى للحرب مشيرًا إلى انتشار أخرى في مناطق شارع الصناعات وكوبر والمنطقة حول كوبري شمبات. وقال كمال إن تنسيقا تم مع الصليب الأحمر لدفن الجثث ولكن عقب تعرض فرق الصليب الأحمر للاعتداء والنهب أصبح الأمر مستحيلًا. في السياق ذاته يؤكد المتحدث باسم لجان مقاومة الخرطوم فضيل عمر أن عددا من الجثث ملقاة في الطرقات منذ نشوب الحرب وبعضها تحلل لصعوبة الوصول إليها وأخرى دُفنت بواسطة سكان الأحياء مشيرًا إلى أن خطورة الوضع الأمني واستهدافهم من قبل طرفي الحرب يحول دون الوصول إليها ودفنها. *مشارح الخرطوم ولا يبدو وضع الجثث في مشارح العاصمة أفضل من تلك المنتشرة على الطرقات حيث يتكدس الكثير منها في مشارح مستشفى أم درمان ومستشفى بشائر والأكاديمي التميز . وقال سكرتير نقابة أطباء السودان عطية عبد الله للجزيرة نت إن بعض الجثث تعود إلى فض اعتصام القيادة العامة في جوان 2019 وأخرى منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 مضيفا أن الجثث الموجودة الآن في المشارح وعلى الطرقات سواء. بدوره قال محجوب بابكر استشاري الطب الشرعي والسموم بهيئة الطب العدلي وعضو المجلس الاستشاري للأطباء الشرعيين بوزارة الصحة الاتحادية إن عدد الجثث المتكدسة بمشارح الخرطوم قبل الحرب تقدر بنحو 3 آلاف و17 جثة وتتجاوز السعة الاستيعابية للمشارح وتحللت بمرور الوقت وسوء الحفظ. وأضاف بابكر أنه تم إغلاق مشارح ولاية الخرطوم بعد احتلال قوات الدعم السريع للمستشفيات التي توجد بها قائلا توجد نحو 133 جثة حديثة بمشرحة أمبدة وتعرضت للتعفن والتحلل التام بعد احتلال الدعم السريع المستشفى وانقطاع التيار الكهربائي أكثر من شهرين . *تعامل عاجل في المقابل وصف مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق حسن فريني الحديث عن انتشار الجثث بغير الدقيق حيث يتم التعامل معها بصورة عاجلة من المتطوعين. وقال فريني إنه نسبة لاحتدام المعارك في بعض المناطق فإن الجثث تنتظر أياما ولا تحظى بالدفن خاصة تلك المعزولة نسبيا عن حركة السكان بينما تتولى منظمة حسن الخاتمة دفن الموتى في بعض محليات الولاية إلا أنه تابع بأن الأوضاع الإنسانية في الخرطوم صعبة. *ممرات آمنة من جانبه يقر المتحدث باسم الصليب الأحمر عدنان حزام بصعوبة الوصول للخرطوم في ظل ورود أنباء عن انتشار الجثث لافتا في حديث للجزيرة نت إلى أنه تم تدريب نحو 40 متطوعا من الهلال الأحمر السوداني على عملية إدارة الجثث للإسهام في الاستدلال عليها حتى يعلم أهلها مصيرها. من جانبه أكد سكرتير نقابة أطباء السودان عطية عبد الله صعوبة المساهمة في دفن الجثث في ظل انعدام الممرات الآمنة وصعوبة تحرك الفرق الطبية محذرًا من كارثة بيئية وأخلاقية في المقام الأول. وقال إن أعدادا كبيرة من الجثث دُفنت من دون مراعاة القواعد الإنسانية والقانون الدولي وهي تعدّ جريمة ضد الإنسانية وكان يجب التعامل معها وفق البروتوكول العالمي الذي انتفت شروطه في ظل الحرب التي نشهدها الآن .