قال حقوقيون أمس الأربعاء في ندوة تاريخية نظّمتها جمعية »مشعل الشهيد« واحتضنها منتدى يومية المجاهد بالجزائر العاصمة إن الجرائم التي ارتكبتها فرنسابالجزائر إبّان فترة الاحتلال لن تسقط بالتقادم، وأنه لابد على فرنسا الإعتراف والاعتذار والتعويض للشعب الجزائري عن جرائمها الاستعمارية. وفي هذا الشأن، ذكر محمد خشام أستاذ بجامعة الجزائر أن فرنسا »نوّعت في جرائمها ضد الجزائريين فارتكبت جرائم ضد الإنسانية وضد الدين واللّغة والاقتصاد«، مضيفا أن الاحتلال الفرنسي »أجرم في كلّ ما له علاقة بالسيادة الوطنية«. كما ذكّر بالتجارب النّووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية، مبرزا أن تأثيرات هذه التجارب على المناطق المعنية قد تمتدّ إلى ملايين السنين، مضيفا أن مطالبة الجزائرلفرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها إبّان الفترة الاستعمارية »مطلب شرعي« و»حقّ تاريخي«. من جهته، أكّد السيّد العايب علاوة أستاذ في القانون الدولي أن التهجير القصري للجزائريين كان من بين ما اقترفته فرنسا الاستعمارية في حقّ الجزائريين، وهو »جريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي«، مضيفا أن الجرائم الاستعمارية »لا تتقادم أبدا مهما طال الزمن«. أمّا المحامية فاطمة الزّهراء بن براهم فتحدّثت عن التهجير القصري التي تعرّض له الجزائريون نحو كاليدونيا الجديدة، لا سيّما بعد حركات المقاومة التي قادها كلّ من الشيخ الحدّاد والشيخ المقراني ضد المستعمر الفرنسي. وناشدت بن براهم رئيس الجمهورية السيّد »عبد العزيز بوتفليقة« لتمكين أبناء وأحفاد هؤلاء المهجّرين من جنسيتهم الأصلية الجزائرية. وتطرّقت المحامية إلى قانون الأهالي التي اعتمدته فرنسا ضد الجزائريين، وهو قانون - كما أوضحت- يحرم الجزائريين من أبسط حقوقهم الشرعية.