بات جل المواطنين يلتزمون بأقصى قدر ممكن من الحيطة والحذر في حراسة سياراتهم ولا يأمنون عليها حتى وهي مركونة في الحي، فالشخص القريب من الحي أخطر من الغريب عنه، لاسيما بعد أن كثف لصوص السيارات تحركاتهم ونشاطاتهم على مستوى بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة في هذه الأيام بعد أن طالت السرقة بعض المواطنين، ومنهم من سلمت سيارته بقدرة قادر بعد أن باغتت الشرطة اللصوص وطاردتهم. وللتصدي لتلك الاعتداءات أقبل العديد من المواطنين على اقتناء الوسائل التي من شأنها أن تقلل من مخاطر تعرض سياراتهم إلى السرقة، وقد تراجع استخدام أجهزة التنبيه التي لم تجدِهم نفعا، واستبدلت بالمقابض الحديدية التي يتم وصلها بالمكابح والمقود، ويرى جل المواطنين أنها الحل الأمثل لحفظ سياراتهم من السرقات. وبالفعل تراجع الاعتماد على أجهزة التنبيه التي تطلق أصواتا مزعجة ولا تحفظ السيارة من السرقات لاسيما في وضح النهار، حيث يخيل لمالكها أن أحد العابرين اصطدم بها ولا يهتم بالأمر، في حين أن ذلك الصوت قد يكون نتيجة تعرضها إلى محاولة سرقة، واستبدلت تلك الأجهزة ببعض المقابض الحديدية التي عادة ما يتم استعمالها لتثبيت المقود ووقف تشغيل السيارة بطريقة محكمة تبعد عن السيارة تعرضها إلى مخاطر السرقة، ويتهافت المواطنون على تلك المستلزمات في هذه الأيام بعد أن تداولت هنا وهناك أخبار تعرض سيارات إلى محاولات سرقة ومنها من تمت بالفعل، ومنها من أحبطت من طرف عناصر الشرطة بعد أن تمت مباغتة المجرمين في إطار دورياتها العادية. ذلك ما شهده أحد أحياء المدنية مؤخرا، بحيث قام لص بفتح سيارة من نوع »اتوس« وانطلق بها من حي ديار السعادة ليعبر بحي ديار الشمس، ومن حسن حظ مالك السيارة، كانت دورية من دوريات الشرطة في الموعد المحدد، فانطلقت وراءه بسرعة فائقة ليتوقف اللص من الجهة السفلى للحي ويفر في لمح البصر تاركا السيارة وراءه، وعادت السيارة إلى مالكها الأصلي. وإذا كان هذا المواطن قد سلم، فإن آخر من نفس المقاطعة تعرض بالفعل إلى سرقة سيارته التي لم يُعثر عليها إلى حد كتابة هذه السطور، ويُستعصى على مصالح الأمن في هذه الحالات العثور على السيارة المسروقة كون أنه عادة ما يتم استبدال ترقيمها وبطاقتها الرمادية باستعمال التزوير أو يتم ركنها بأحد المستودعات ليتم بيع قطعها حسب ما يمر على المحاكم، بحيث عادة ما تتورط عصابات سرقة السيارات في مثل تلك القضايا ويكون من بين عناصرها مختصون في ذلك المجال كمالكي محلات الميكانيك والمختصين في طلاء السيارات. وبالنظر إلى تلك الحوادث التزم جل المواطنين بالحيطة والحذر وأجبروا على تزويد سياراتهم بالمستلزمات التي من شأنها أن تحفظها من السرقات كتلك المقابض الحديدية التي أضحى الإقبال عليها كبيراً من طرف المواطنين بالنظر إلى ملاءمة سعرها الذي لا يتعدى 1000 دينار وكذا نوعية خدمتها مقارنة مع المنبهات غالية الثمن والمزعجة للأذان، وانتهج كل المواطنين تلك السبل لكي لا يكونوا لقمة سهلة في أيدي اللصوص باستيلائهم على »تحويشة العمر« التي دفعوها في تلك السيارات.