تحية إلى ذوي الضمائر الحية في الجامعات الأمريكية غزّة ستعلّم جيلا جديدا الشيخ أبو إسماعيل خليفة قال الله تعالى عن سيدنا إبراهيم على نبينا وعليه السلام: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إلى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} الأنبياء 71 ولم يخالف أحد في أن هجرة سيدنا إبراهيم الخليل من العراق كانت إلى فلسطين. وكثيرة هي النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين تتويج الله بتكريم أرض فلسطين بالبركة والإشارة إليها ليكون دليلاً دامغاً وشاهداً أبديا على عظمة هذه الأرض وعلو شأنها وكرامة أهلها عنده. ولقد تناقلت الأجيال مقولة أن هذه الأرض لا يعمّر فيها ظالم وهي أيضًا أرض مقدّسة لا يموت فيها سر فهي تظهر الخبيئ وتكشفه. وكيف بها ألا تكون كذلك وقد اجتمعت فيها البركة والقدسيّة والشعب الشجاع المرابط؟. هذا وإن أحداث غزّة أحد تجليات هذه البركة فلقد كانت غزّة في غزّة لكن الحماقات والعجرفة الصهيونية التي تصب الزيت على النار جعلتها تغزو العالم كله حتى وصلت إلى حرم الجامعات الأميركية في الولاياتالمتحدة ليخرج طلبتها وأساتذتها بحراك داعم لغزّة وضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويهتفون ليسقط الاحتلال ورفع بعضهم أعلاما فلسطينية ووضعوا كوفيات.. متعهدين بالبقاء في أماكنهم حتى تلبية مطالبهم. مما جعل صحيفة نيويورك تايمز تتساءل: إن كانت الحرب في غزّة ستعلّم جيلا جديدا في أمريكا كما علّمت حرب فيتنام جيلا بأكمله سابقا . حيث أن هذه المشاهد لم تحدث في الولاياتالمتحدة منذ تظاهرات طلبة الجامعات الأمريكية ضد حرب فيتنام نهاية ستينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1968. فتحية تقدير إلى ذوي الضمائر الحية في الجامعات الأمريكية من طلبة وأساتذة أعني أولئك الذين يدافعون عن حق الشعب الفلسطيني أمام سقوط أمريكا وبريطانيا وسقوط العالم الغربي أخلاقيا والذي لطالما كان يتغنى بشعارات الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية للبشرية كل هذا اكتشف العالم زيفه والكل أصبح يعي جيّدا حقيقة الرأسمالية المتوحشة التي تريد الهيمنة على مقدرات وخيرات الشعوب. وبالمختصر المفيد: إن فلسطين ارض بارك الله فيها للعالمين ومن البركة فيها أنها ميدان التصارع بين كل قوى الأرض وفيها تسقط الشعارات الكاذبة ويفتضح زيفها وهي المعيار الذي يقاس من خلاله أوضاع العالم.. فلا سلام في العالم ما لم يعم هذا السلام أرض فلسطين ورحم الله الرئيس هواري بومدين فقد قال: فلسطين هي كالإسمنت المسلح للأمة إذا تمسكنا بها واذا تخلينا عنها تصبح قنلة تنفجر فينا جميعا . فلا بركة في العالم ولن تهنأ شعوبه بالأمن والسلام والاستقرار والرخاء حتّى ينعم به أهل فلسطين ويعودوا إلى أرضهم التي باركها الله للعالمين آمنين. فاللهم أتمّ بركتك على هذه الأرض وبشر المؤمنين بفتح ونصر قريبين.. بفضلك ومنّك يا أكرم الأكرمين..