واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف مناطق عدة في القطاع، خاصة في رفح ومخيم النصيرات ومدينة غزة، مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى. كما تصدّت فصائل المقاومة لتوغلات الجيش الصهيوني في رفح، ما كبّده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، حيث اعترف بمقتل 4 عساكر، وإصابة اثنين بجروح خطيرة. وبشأن عملية رفح، ذكرت وسائل إعلام للاحتلال أن التقديرات في الكيان الغاصب تشير إلى أن العملية ستستمر نحو شهرين، وستتمّ على مراحل. أعلن الجيش الصهيوني، أمس السبت، أن "ما يناهز 300 ألف" شخص نزحوا من الأحياء الشرقية لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مذ أصدر أوامر بإخلائها في السادس من ماي مع مباشرته هجماته برية. وقال الجيش في بيان "إلى الآن، نزح ما يناهز 300 ألف شخص إلى المواصي" بالشمال الغربي من رفح المكتظة بنحو 4.1 مليون فلسطيني، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى منذ اندلاع الحرب. إلى ذلك، قالت صحيفة صهيونية، إن حركة حماس ستبقى في رفح حتى لو شنّ الجيش الصهيوني عملية واسعة النطاق في المدينة برمتها، وفي وقت سابق، وجّه الجيش الصهيوني أوامر لتهجير سكان مناطق إضافية في شرقي رفح، بعدما صوّت المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، الجمعة، لتوسيع الاجتياح الصهيوني للمدينة. ودعا متحدث الجيش الصهيوني، عبر منصة "إكس"، سكان أحياء شرق رفح للتوجّه فورا إلى ما سمّاها "المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي". إخلاء مناطق جديدة في رفح هكذا إذن، وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والأممية من اجتياح مدينة رفح، ووسط تأكيد الأممالمتحدة عدم وجود أماكن آمنة في كامل القطاع يلجأ إليها النازحون، طالبت سلطات الاحتلال بإخلاء المزيد من الأحياء في المدينة الحدودية، فقد أصدر الجيش الصهيوني، أمس السبت، ما وصفه بالتحذير الخطير، داعياً السكان والنازحين في مخيمات رفح والشابورة والأحياء الأداري، والجنينة وخربة العدس إلى إخلائها فورا، كونها "مناطق قتال خطيرة"، وفق تعبيره، كما أكد أن قواته ستعمل بقوة شديدة ضد المقاومة، وحذر من الاقتراب من الجدار الأمني. وبمجرّد نشر التحذير بدأت سلاسل بشرية في المغادرة، وقال مراسلون أن آلاف المدنيين فروا منذ الصباح من وسط المدينة وشرقها أيضا نحو المواصي وخان يونس، تحت القصف الصهيوني. غارات وشهداء ميدانيا، ومع ساعات الفجر أمس، وصل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح 20 شهيدا، عقب قصف صهيوني عنيف طال عدة مناطق، واستشهد نحو 10 أشخاص بينهم أطفال، في قصف للعدو استهدف منزلا لعائلة الخطيب في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، كما جدد الاحتلال غاراته على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وعلى مناطق أخرى في وسط وشمال القطاع. وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل صحافي وزوجته وابنه وإصابة آخرين في قصف على مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، وأضافت الوكالة أن الصحافي يدعى بهاء عكاشة وقتل مع زوجته وابنه خلال قصف استهدف منزلهم في جباليا. لا اكتراث بالتحذيرات الدولية وكان الإعلام الحكومي في قطاع غزة، قال الجمعة، إن القطاع يشهد في الساعات الأخيرة تصعيدا صهيونيا وتوغلا في مناطق مختلفة، دون اكتراث للتحذيرات الدولية، وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي، في بيان: "جيش الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية، ويصّعد عدوانه في مختلف محافظات قطاع غزة"، وذكر أن الاحتلال لا يزال يستمر في إغلاق معبري كرم أبو سالم ورفح، ولم يتم فتحهما كما ادعى سابقا. تحقيق في المقابر الجماعية من ناحية ثانية، دعا مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق فوري ومستقل وشامل بشأن تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة السماح للمحققين بالوصول إلى تلك المواقع ومساءلة المسؤولين عن تلك الانتهاكات. وذكر بيان للمجلس الجمعة أن الأعضاء "أعربوا عن قلقهم العميق إزاء تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية داخل وحول مستشفيي ناصر، ومجمع الشفاء في قطاع غزة، حيث تم دفن عدة مئات من الجثث، بينهم نساء وأطفال وكبار سن"، مشيرا إلى "ضرورة المساءلة" عن انتهاكات القانون الدولي.