أجبرت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، السكان والنازحين الفلسطينيين على إخلاء مناطق جديدة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في مأساة أخرى، تضاف إلى معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تحت النيران الصهيونية، ومهدّدين بالمجاعة في ظل استمرار الحصار الذي يحرمهم منذ أشهر من أدنى متطلبات الحياة. في هذا السياق، أسقط جيش الاحتلال منشورات من الطائرات، دعا فيها السكان والنازحين إلى ضرورة إخلاء منطقة رفح ومخيماتها والشابورة والأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس. وكان الاحتلال قد أجبر السكان والنازحين الفلسطينيين في السادس من الشهر الجاري على إخلاء المناطق الشرقية من مدينة رفح والنزوح إلى خان يونس والمواصي، رغم التدمير الواسع فيهما وانعدام كل مقومات الحياة بهما بسبب القصف وصعوبة نصب الخيام. وتزامنا مع بدء الاحتلال الصهيوني لعمليته العسكرية في رفح، شهدت الساعات الأولى من نهار أمس، قصفا مكثفا على شمال غزة وتحديدا منطقة شرق مخيم جباليا، حيث قام باستهداف عدة منازل، بالإضافة لإطلاق قنابل دخانية حارقة في مناطق متفرقة. كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذائف في محيط منطقة "عسقولة" بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة وعلى المناطق الشرقية لمدينة رفح، فيما استهدفت الطائرات الحربية عدة مناطق في المحافظة الوسطى. وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني أمس، ولليوم الخامس على التوالي إغلاق معبري رفح البري وكرم أبو سالم التجاري، بالرغم من أن معبر رفح البري يعد شريان الحياة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين. ويعني توغل قوات الاحتلال وإحكام السيطرة عليه الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية. ومع استمرار إغلاق معبر رفح، أعلنت إدارة مستشفى شهداء "الأقصى" بالمحافظة الوسطى من القطاع بأن الأدوية على وشك النفاد وبالتالي توقف الخدمة الصحية والطبية خلال 48 ساعة القادمة. وأعلنت توقف توريد الوقود للمستشفى وهو المستشفى الأخير الذي يقدم الخدمة الصحية في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال للقطاع الصحي والمنظومة الطبية وإخراج 33 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل. وحملت إدارة المشفى الاحتلال والإدارة الأمريكية وجميع جهات الاختصاص والجهات ذات العلاقة، المسؤولية الكاملة عن أي كارثة أو أزمة حقيقية قد تقع في أي لحظة، ويترتب عنها حالات وفاة في صفوف الأطفال المرضى والجرحى المنوّمين في أقسام العناية المركزة والحضانة. وطالبت كل المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية بتوريد الوقود لمستشفى شهداء الأقصى على جناح السرعة قبل فوات الأوان. العثور على 80 جثمانا في 3 مقابر جماعية بمجمع "الشفاء" أعلنت مصادر طبية فلسطينية، أمس، العثور على 80 جثمانا لشهداء فلسطينيين في 3 مقابر جماعية بساحات مجمع "الشفاء" الطبي في مدينة غزة، إضافة إلى عشرات أخرى داخل أقسام المجمع. ويرتفع بذلك عدد الجثامين التي عثر عليها في 7 مقابر جماعية بمستشفيات القطاع إلى أكثر من 520 جثمان، تم اكتشافها على مدى الأشهر الماضية بعد انسحاب قوات الاحتلال من مجمع "الشفاء" ومجمّع "ناصر" الطبي ومستشفى "كمال عدوان" وغيرها. ولفتت نفس المصادر الطبية إلى أن "الفحص الظاهري للجثامين المستخرجة من المقابر الجماعية أظهر أن العدد الأكبر يعود لمرضى تم حرمانهم من تلقي الرعاية الصحية". وقالت "لقد وجدنا جثامينا ممزقة جراء دهس آليات الجيش لأجساد الشهداء وعثرنا على رؤوس بلا أجساد في المقابر الجماعية بساحات مجمع الشفاء". "صفقة تبادل تعني حرية وحياة.. ضغط عسكري نتيجته موت وفشل".. رسالة جديدة من كتائب القسام للاحتلال أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أمس، وفاة الأسير الاسرائيلي "نداف بوبلابيل" البالغ 51 عامًا ويحمل الجنسية البريطانية متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد استهداف الطيران الصهيوني مكان احتجازه قبل أكثر من شهر مع الأسيرة "جودي فانشتاين". أوضح أبو عبيدة بأن الحالة الصحية لهذا الأسير، تدهورت، ولقي مصرعه لعدم تلقيه الرعاية الطبية المكثفة في مراكز الرعاية بسبب تدمير العدو للمستشفيات في قطاع غزة وخروجها عن الخدمة. جاء ذلك في شريط فيديو نشره الإعلام العسكري للمقاومة تحت عنوان "صفقة تبادل تعني حرية وحياة.. ضغط عسكري نتيجته موت وفشل" يظهر فيها هذا الأسير في تسجيل سابق عندما كان يناشد فيها حكومة الاحتلال بتحريره. وتعليقا على إعلان المتحدث باسم "كتائب القسام"، شدّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على ضرورة التوصل لصفقة وقالت "ليس لدينا وقت لإضاعته.. وعلينا تخليص إسرائيل من نتنياهو لإنقاذ المختطفين من حماس"، مطلقة نداء إلى "شعب إسرائيل" للانضمام إليها والخروج للشوارع "ليس فقط من أجل أسراهم بل لإنقاذ "دولتهم". وفي كل مرة يلقى فيها أسير إسرائيلي مصرعه جراء إصابته بجروح في قصف الاحتلال أو بسبب انعدام الأدوية بسبب الحصار الصهيوني المطبق على قطاع غزة، إلا وازداد غليان الشارع الإسرائيلي الذي يطالب بصفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة، حتى وإن تطلب الأمر تبيض سجون الاحتلال من آلاف الأسرى الفلسطينيين. ومباشرة بعد إعلان أبو عبيدة مصرع هذا الأسير، سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى إغلاق شوارع رئيسية في قلب الكيان العبري، قبل بدء مظاهرات عائلات الأسرى التي تطالب باستعادة أبنائها أحياء. ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة إلى 143 قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان له أمس، إن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 143 صحفي منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع بعد ارتقاء المصور الصحفي الشهيد بهاء عكاشة الذي كان يعمل في شبكة الأقصى. وذكر البيان أن بهاء عكاشة استشهد في قصف الاحتلال لمنزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث استشهدت زوجته وأبنائه. ويتعمد الاحتلال الصهيوني قتل الصحفيين في محاولة لطمس الحقيقة وعرقلة إيصال الأخبار والمعلومات إلى الرأي العام العالمي. رفعتها ضد الكيان الصهيوني بمحكمة العدل الدولية.. "حماس" ترحّب بانضمام ليبيا لدعوى جنوب إفريقيا رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقرار المجلس الرئاسي الليبي الانضمام للدعوى المرفوعة من جمهورية جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في قضيَّتي الإبادة الجماعية وانتهاكات وممارسات الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه. قالت "حماس" في بيان، أمس، إنها تعتبر "هذا القرار تأكيداً للمواقف الأصيلة للشعب الليبي الشقيق، تجاه شعبنا الذي يتعرّض لأبشع المجازر بفعل آلة القتل الصهيوني"، ودعت كل دول العالم، وفي المقدمة منها الدول العربية والإسلامية، إلى العمل على عزل هذا الكيان المارق عن الأنظمة والقوانين الدولية والضغط لوقف جرائمه بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في قطاع غزة وفي كل مكان من أرض فلسطين ودعم كافة سبل محاسبته وتقديم قادته الإرهابيين إلى العدالة كمجرمي حرب. وأعلن المجلس الرئاسي الليبي، أول أمس، انضمام ليبيا إلى دولة جنوب إفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية جراء عدوانه المستمر على قطاع غزة، وذلك في وقت قدمت فيه جنوب افريقيا طلبا جديدا لمحكمة العدل لاتخاذ إجراءات طارئة إضافية ضد الكيان المحتل. وقالت محكمة العدل الدولية، في بيان لها، إن ليبيا قد طلبت التدخل في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني بموجب الفصل 63 من قانون المحكمة، مضيفة أن ليبيا تعتبر أن الأعمال الصهيونية اتخذت طابعا جعلها ترقى إلى أعمال إبادة تستهدف أهالي غزة. وكان سفير جنوب إفريقيا، لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، قد ناشد في وقت سابق كافة الدول بالإدلاء بشهادتها في القضية التي رفعتها بلاده أمام محكمة العدل من أجل محاسبة الكيان الصهيوني على جريمة "الإبادة الجماعية" التي يرتكبها في غزة. وكانت محكمة العدل الدولية أمرت الكيان الصهيوني باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية في غزة والتحريض المباشر عليها، حيث رفضت في حكمها الطلب الصهيوني برفض الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا. ويأتي انضمام ليبيا إلى الدعوى القضائية في وقت تواصل قوات الاحتلال الصهيوني هجومها البري في مناطق شرقي رفح جنوب قطاع غزة ضمن عدوانها على هذا الأخير، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى وسط وضع إنساني كارثي ومجاعة تخيم على القطاع المحاصر.