الجزائر لا تقبل الابتزاز والوصاية    الأمن الوطني يوظّف    جلسة برلمانية علنية    رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما في زيارة رسمية إلى الجزائر    جيلي تقدّم عرضا شاملا    تصريح ماكرون جُرم سياسي    بلوزداد يتجاوز الزاوية    ينبغي تعزيز أساليب التعلم الذكي    عدم تسجيل أيّ حالة في الجزائر    المستفيدون من منحة أو معاش التقاعد المولودين في شهر جانفي مدعوون لتجديد وثائقهم الثبوتية    اليونيسف : 74 طفلا فلسطينيا استشهدوا في قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من 2025    عطاف يناقش التعاون المشترك مع نظيره البنيني    هيئة شؤون الأسرى: التعذيب الممنهج بحق آلاف الفلسطينيين لايزال مستمرا    قوات الاحتلال الصهيوني تواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية    الاحتلال الصهيوني يشن حربا مفتوحة على المستشفيات في غزة    مستغانم : تسجل 41 حادث مرور و1378 مخالفة    دراسة مشاريع مراسيم تنفيذية للقانون المتعلق بتبييض الأموال    تجديد عضوية الجزائر في لجنة بناء السلام    النظام الجديد الخاص بشراء وبيع الأوراق المالية    خنشلة : أمن دائرة ششار يسترجع شاحنتين محل سرقة    الاتحاد العام للعمال الجزائريين يندد بتصريحات إيمانويل ماكرون    أكثر من 1.430 منشأة فنية مرتقبة ضمن مشروع خط السكة الحديدية بشار-تندوف-غارا جبيلات    كرة القدم - هواة (اتحاد الحراش): تنصيب سفيان طواهرية رئيسا جديدا لإدارة النادي الهاوي    خدمة لتأمين الاستثمارات الوطنية بالخارج قريبا    نمو اقتصادي ب4.2 % وصادرات ب12 مليار دولار    قمة مثيرة بين "الكناري" واتحاد الحراش    "العميد" في مهمة حسم التأهل    الدفع الإلكتروني.. قاعدة لحركة الأموال في السوق الجزائرية    حكومة أخنوش تعمّق الأزمة في المغرب    مجلس النواب الليبي يقر بالأغلبية قانون المصالحة الوطنية    نرفض أي محاولة لتقسيم سوريا أو ضم جزء من أراضيها    الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير ..دار الثقافة "مبارك الميلي" تبرز الإبداع الجزائري عبر الأزياء التقليدية النسوية    تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي الوطني.. انطلاق قافلة جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية    تيميمون تحتضن الفعاليات الرسمية.. برنامج ثري لإحياء "يناير 2975"    المدرب إيريك شايل يغادر نحو منتخب نيجيريا    الجودو/ البطولة الوطنية فردي أكابر 2025 : القاعة البيضاوية تحتضن الموعد من 16 إلى 18 يناير    إحباط ترويج 10605 قرص مهلوس    تذبذب في النقل المدرسي بتاوغزوت    20 لوحة لطبرحة تعكس "الزيبان بالألوان"    جينات أوماسيب تترجّل    الدولة تبنّت دعم الأمن الهوياتي    توقيف 5 تجار مهلوسات    إحياء اليوم العربي لمحو الأمية بتوقرت : ضرورة تعزيز أساليب التعلم الذكي للقضاء على الأمية    زيتوني يعلن عن اتّخاذ إجراءات احترازية    اختتام تصفيات جائزة الجزائر    هذا برنامج الدور ال16 من كأس الجزائر    هذه مهام الممارسين الطبيين المفتشين والسلك الطبّي    أجواء مستقرة مع تساقط بعض الزخات المطرية    الجزائر تضمن التربية والتعليم لفائدة كل الأطفال الجزائريين    وزارة الصحة : حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية لا زالت متواصلة    وزير الصحة يلتقي أعضاء مكتب النقابة الوطنية للأساتذة والباحثين الجامعيين    صحة عمومية : صدور القوانين الأساسية للممارسين الطبيين المفتشين والسلك الطبي وشبه الطبي    رابطة أبطال إفريقيا:يوسف بلايلي ضمن التشكيلة المثالية للجولة الرابعة    وعي الشعب السوري قادر على حماية هويته الحضارية    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    الماء… ذلك الذهب السائل بين الحب والحرب    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماس التي تفاوض
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 05 - 2024


بقلم: معن البياري
لك أن ترى ما تشاء في حركة حماس ولكنك لن تملك غير أن تندهش من الأداء الباهر في حرب المفاوضات التي تخوضُها مع العدو الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار في غزّة. لا يروْن نتنياهو وحكومته ومعهما الولايات المتحدة هدفاً لهذه المفاوضات غير الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية فيما هدفُها لدى حماس إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزّة. وعندما يرى نتنياهو هذا المطلب هزيمةً معلنةً له ولحكومته ولِ جيش الدفاع فهذا شأنُه على ما تؤكّد حماس وبثبات عندما لا تكترث لأيّ كلام عن عروض سخيّة تشيع واشنطن أنها تُقدّم للحركة. وهذه جولات المفاوضات غير المباشرة تتوالى عبر الوسيطيْن القطري والمصري وبحضور أميركي متكرّر منذ ما قبل ورقة باريس في مارس الماضي وصولاً إلى جولة القاهرة أخيراً مروراً بمداولات ومفاوضات ومحادثات واتصالات لم تتوقّف في الدوحة وتتخلّلها اجتماعاتٌ وبياناتٌ ومماحكاتٌ وسفرات للأميركيين الرفيعيْن وزير الخارجية بلينكين ومدير الاستخبارات بيرنز (وغيرهما) وتدخّلاتٌ مباشرة منهما في وثائق وأوراق وتفاهمات متتابعة. وبالتوازي مع تظاهرات ساخطة يواظب عليها أهالي المحتجزين الأسرى ضد ترك نتنياهو هؤلاء للموت على ما يقولون ومع بيانات وأشرطة مصوّرة تطلقها حماس عن مصرع أسرى في اعتداءات إسرائيلية ومحاولات انتحار بينهم وعن سوء أحوالهم مع مناشدات من بعضهم حكومتهم أن توافق على أي صفقة لتحريرهم. ولكن هذا كله لا ينتهي إلى أيّ نهاية بل ينتهي إلى خلافات لا يمكن حلّها بحسب تعبير بالغ الدقّة لصحافي إسرائيلي.
أولى الخلاصات وأهمّها أن حركة حماس بقياداتها الميدانية في القطاع وقياداتها السياسية في الخارج في هذه المفاوضات (وغيرِها) تُتعب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة (ولك أن تقول أصدقاء عرباً لها أيضاً). وتُدهشنا نحن الذين نصطفّ مع انتصارها ونقيم على إعجاب بأدائها الميداني تُدهشنا إلى الحدّ الذي قد يدفعنا إلى الإقرار بأننا لم نكن نعرف حماس أصلاً ففائض الثقة بنفسها وهي تُفاوض بثبات وتصميم تحت النيران وفي أشنع ظروف حرب وحصار يضطرّك إلى الإعجاب بفرادته واستثنائيّته فالاحتفاظ بأسرى عديدين بينهم مدنيّون و30 ضابطاً صهيونياً على ما ترَدّد في أنفاق وغير أنفاق وتأمين حمايتهم وطعامهم وعلاجهم منذ ثمانية أشهر مع الاحتفاظ بجثامين آخرين عملية بالغة الصعوبة والحساسية تحتاج إلى جملة من الاحترازات الأمنية والاستخبارية والعسكرية بل النفسية أيضاً. وهي العملية التي تترافق مع حرب مفاوضات شرسة ربما لم يألف المستوى السياسي الإسرائيلي مثلها مع غير طرف عربي ومع الطرف الفلسطيني الرسمي المعلوم. وإذا تذكّرنا البراعة في أداء حزب الله في أثناء مفاوضاته (غير المباشرة طبعاً) بشأن تبادل أسرى أكثر من مرّة لن نغفل عن أن الحزب كان في غضونها مرتاحاً وكان تأمينُه ما احتفظ بهم من أسرى (معدودين) وجثث أمراً ميسوراً على غير التعقيدات العويصة التي يُغالبها المقاتلون الصابرون في المقاومة الفلسطينية منذ ثمانية أشهر في قطاع غزّة المطوّقة مخيّماتُه ومدُنُه ونواحيه بالعساكر الصهاينة المسلحين بقوة نيران فادحة نتذكّر أنها نيرانٌ قتلت ثلاثة أسرى حاولوا الفرار لكنّ أهليهم تسلموهم جثثاً بعد أن أماتهم الجيش الذي يخوض حرب الإبادة الجارية بدعوى تحريرهم.
ليس مستغرباً أن يعلن مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن حكومة الاحتلال تواجه مشكلة كبرى اسمُها يحيى السنوار لا لأنه أحد أبرز القادة الميدانيين في حماس أو لأنه أبرز صنّاع 7 أكتوبر وإنما لأنه داهية كبير في عملية التفاوض. ولكن القصة ليست هنا فقط وإنما في الذي يعشّش في أدمغة نتنياهو وأصحابه في حكومة العصابة في تل أبيب استصغار الفلسطينيين فلا يكون لهم أن يُلزموا مدير المخابرات المركزية الأميركية بأن تحطّ طائرته في أكثر من بلد من أجل حلّ عُقد في جملتين أو ثلاث ولا أن يَشغلوا حكومة الحرب في اجتماعات متتالية وانتظار رد فلسطيني لياليَ متتابعة بشأن تمرير عبارة هنا وأخرى هناك ... هذا لا يُحتمل ولهذا يصبح التوافق على وقف إطلاق النار أشبه بتربيع الدائرة بحسب تعبير عزمي بشارة. إذن من يخضَع أخيراً في مفاوضات لا أحد يريد إعلان وقفها؟ إسرائيل وليست حماس على ما ترجّح السطور أعلاه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.