أقدم خلال اليومين الماضيين، العشرات من شباب فرقة أسخايرية، الواقعة شمال بلدية بني سليمان بنحو 74 كلم شرق ولاية المدية، على غلق الطريق الوطني رقم 18 الرابط بين غرب وشرق البلاد عبر نقطة البرواقية بالمدية، وبئر غبالو بالويرة، عبر إشعال عشرات العجلات المطاطية المجلوبة من محطة البنزين المجاورة مع وضع لافتة بحجم عرض الطريق تضمنت عبارة "نريد ماء لا شيء آخر" الشيء الذي ساهم في تصاعد أعمدة الدخان، ما تسبب في لفوضى عارمة بالمكان. من جهة أخرى، قام الشباب الغاضب، بوضع الحجارة الضخمة وإشعال بعض العجلات على مستوى الطريق الولائي العابر لذات القرية من بني سليمان إلى السواقي، بهدف شل الحركة المرورية تماما، ولتسهيل الحركة المرورية الكثيفة قامت مصالح الدرك الوطني بتوجيه العابرين إلى الاتجاهين الشرقي والغربي عبر نقطة مفترق الطرق بالكروشة، عدا شاحنات خاصة محملة بالمياه المعدنية لغرب البلاد، رفض صاحبها مرورها بالمسلك السالف لضخامتها. وأصر المحتجون على قدوم الوالي رافضين التحاور مع السلطات المحلية وحتى الصحافة، أو رئيس الدائرة الذي طلب منهم تكوين لجنة مصغرة لنقل انشغالاتهم. وللوقوف على أهم مطالب سكان الجهة، تنقلنا إلى عين المكان، حيث حصرها بعض من المحتجين، وفي جو من فوضى الهتافات، في الماء الذي يعانون نقصه منذ استقلال البلاد، ،إضافة إلى مشكل انعدام الإنارة العمومية وقاعة العلاج المغلقة منذ تدشينها قبل عامين. وللوقوف على حقائق الأمور تنقلنا رفقة أحد السكان، مشيا على الأقدام، وحسب مرافقنا فإن ذات المسلك بحاجة ماسة إلى تعبيده على مسافة 2.5 كلم لتخليص السكان المجاورين من غبار الصيف، وأوحال الشتاء، محطتنا الأولى كانت إلى اسخايرية الغربية حيث خزان الماء الذي لا يلبي حتى احتياجات ألف نسمة في حين يبلغ سكان الجهة 5000 نسمة حسب الأرقام الرسمية، وحسب"غ.محمد" فإن الخزان السابق كان يشهد ضغطا كبيرا قبل أربع سنوات في ظل صغر حجمه وملئه مرة في الأسبوع، وخلال فترة الليل، وبعد تحويل مائه كلية من قبل السكان المجاورين "السكارة وحجام"، عاش السكان العطش الحقيقي مدة شهرين متتاليين، لغاية إقدام البلدية على بناء خزان ثان وبحجم الأول المزال كلية بعد تحويل مائه. بعدها انتقلنا وسط المنطقة المحرمة، حيث تهديد الكلاب وكان هناك مجموعة من شباب المجمع السكني منهمكين في حفر خنادق لإيصال المادة إلى مساكنهم، من الأنبوب الرئيسي بحجم 40 بوصة، و الذي أقدموا على إيصاله من الخزان نهاية الاسبوع الماضي على مسافة مقدرة بنحو250 مترا بامكانياتهم الخاصة، وبدون رخصة، ويبدو أنها النقطة التي أفاضت الكأس بالنسبة لسكان اسخايرية الشرقية المحرومين على طول الخط من المادة، ومن خلال دردشة مع "م.عمر.ابن شهيد" تبينت لنا المعاناة التي يحياها سكان منطقة اسخايرية التي سبق لها وأن قدمت 35 شهيدا خلال الكفاح المسلح، ما اضطر السلطات الاستعمارية إلى إحاطتها بصور من الأسلاك الشائكة وبناء أبراج مراقبة لمنع زيارة المجاهدين لأقاربهم حسب محدثنا، الذي أضاف قائلا أيعقل أن نبيت طول الليل منهمكين وأبنائنا في جلب المادة على ظهور الأحمرة حتى في عز الشتاء، لشح الكمية المرسلة مدة ثلاث ساعات كل 8 أيام وعلى الساعة 7.30مساءإلى هذا الخزان الصغير جدا. أما الشاب"م.حميد" فقد أشار إلى ضرورة الإنارة الليلية ما بين المسجد والمدرسة على اقل تقدير، للحد من ظاهرة تعرض شيوخ القرية القاصدين المسجد لصلاة الصبح إلى خطر الكلاب الضالة، وإعادة انجاز الممهلات بذات النقطة، خاصة وان المنطقة سجلت وفاة طفل عمره 4 سنوات لدهسه من قبل شاحنة حينما كان يهم بقطع الطريق إلى المسجد وبيده اللوحة، أما النقطة الأخيرة فكانت بمجسد القرية بعد صلاة العصر، حيث ألح الجميع على ضرورة الالتفاتة الفعلية من السلطات المعنية لهذه المطالب، مؤكدين على ضرورة تعبيد المسلك الرابط بين الطريق الولائي العابر والمدرسة، والذي مازال في حالته الترابية الأولى أي قبل انجاز المدرسة إضافة إلى تجهيز قاعة العلاج المنجزة قبل عامين والمستغلة من طرف ممرضة متزوجة تعمل بمستشفى بني سلميان. كما أخبرنا أحد الشباب المحتجين بوعد رئيس الدائرة المتمثل في إضافة مبلغ 1.2 مليار سنتيم إلى المبلغ المخصص سابقا المقدر ب400 مليون سنتيم لحل مشاكل اسخايرية، وبعد قدوم قوات مكافحة الشغب من البرواقية الساعة العاشرة ليلا، المساعي الحثيثة بين السلطات المعنية والمحتجين الذين اقتنعوا بوعد كل من رئيس الدائرة والمير، بالانطلاق في المشروع خلال الأيام القليلة القادمة، تم إخلاء الطريق في وجه الحركة المرورية. ليستيقظ مرة أخرى، صبيحة أول أمس الإثتنين عابرو نفس الطريق، على غلقه في وجههم بسوق الأربعاء من طرف سكان قرية الطوايبية التابعين لبلدية بني سليمان بنحو8 كلم جهة الشرق، ومن بين مطالبهم الأساسية حسب الذين تحدثوا إلينا، إعادة هيكلة الطريق البلدي الذي يربطهم والوطني رقم 18 بنقطة سوق الأربعاء، على مسافة 4 كلم، بالإضافة إلى تخصيص حصص البناء الريفي بهدف القضاء على البيوت الهشة المنتشرة كالفطريات بهذه الدشرة، وكذا الماء الشروب الذي أصبح هو الآخر يشكل هاجسهم اليومي بعد جفاف المنقب الموجود بقرية أولاد سيدي عبد العزيز.