على الرغم من الميزانيات الكبيرة التي واجهت الأسر الجزائرية في الآونة الأخيرة، بحيث لم تلبث أن تخرج من واحدة حتى تقابلها أخرى عبئها أثقل من الأولى مع تزامن ثلاث مناسبات مرة واحدة، وارتباط العيد المبارك بالدخول المدرسي إلا أن تلك الأعباء الثقيلة التي وقعت على أرباب الأسر لم يشفع لها المعلمون. نسيمة خباجة ولم يرحموا لأجلها التلاميذ بل زادوا من جبروتهم مما أدى إلى قنوط العائلات بفعل التصرفات الصادرة من بعض المعلمين والمعلمات الذين طلبوا من التلاميذ جلب الكتب والمستلزمات الدراسية في القريب العاجل وإلا تعرضوا إلى الطرد ناهيك عن البهدلة والفضح أمام الزملاء مما يعرضهم إلى الحرج لا لسبب سوى لكون أن القدر شاء أن يكونوا منتمين إلى عائلات متوسطة الحال إن لم نقل معوزة. بحيث غاب زمان أين كان فيه الأستاذ يأخذ بأيدي تلامذته ويساعدهم ويفك غبنهم بأخذ العديد من الحلول التي تحفظ كرامة التلاميذ وكرامة عائلاتهم ويصل الأمر حتى إلى منح المساعدة المادية لهم، أما أساتذة اليوم فالبعض منهم يتحين الفرصة من اجل مسك التلميذ مسكة موجعة والتصرف معه بخشونة إلى درجة تؤدي إلى كره التلميذ للدراسة. بحيث كان أستاذ الأمس يواسي العائلات في ظروفها ويتضامن معها في أوائل السنة ويصل الأمر إلى حد اقتسام استعمال الكتاب الواحد بين تلميذين، كل تلك الحلول الآنية يأخذها الأساتذة من اجل مساعدة الأولياء وعدم الزيادة في أتعابهم وهم يتخبطون مع المعيشة الصعبة، لكن بعض أساتذة اليوم يغيب عنهم الضمير المهني والإنساني ولم يكفِهم عدم مساعدة تلامذتهم، بل راحوا إلى تهديدهم بالطرد إن هم لم يجلبوا الأدوات في القريب العاجل، بعد مرور اقل من عشرين يوما عن الدخول المدرسي ولو مر شهرا أو أكثر لتعرض التلميذ إلى الضرب والسب والشتم دون شك. هو ما رفضه الأولياء كون أن تلك السلوكات تزيد من شعور أبنائهم بالنقص خاصة وان الظروف لم تساعدهم على تزويد أبنائهم بالكتب المدرسية فهم بالكاد استطاعوا أن يوفروا الأدوات ولم يقووا على اقتناء الكتب بالنظر إلى غلائها، وطالبوا المعلمون بالتحلي بالصبر إلى غاية تدبر أمورهم منهم إحدى السيدات من باب الوادي التي قالت أنها اصطدمت لما روته لها ابنتها التي قالت أن معلمتا الفرنسية والفلسفة طلبتا منها تعجيل جلب الكتب وإلا تعرضت إلى الطرد مما خدش شعورها وقدمت إلى البيت في حالة نفسية متأزمة ومعنويات منحطة، وأضافت أنهم أسرة متوسطة الحال كل المصاريف تقع على كاهل الأب فهو المنبع الوحيد لاسترزاق الأسرة، وان تزامن المناسبات في وقت واحد أدى إلى حدوث اختلال حاد في ميزانية الأسرة إلى جانب أننا في نهاية الشهر- تضيف - وأجرة هذا الشهر لم يتسلمها الأغلبية، ليواجهوا تلك التصرفات الصادرة من طرف المعلمين الذين غابت عنهم معاني الإنسانية ووصلت معاملتهم إلى حد اهانة التلميذ وفضحه أمام الزملاء على الرغم من شعار القضاء على الطبقية فيما بين التلاميذ الذي تنادي به الوزارة الوصية في كل وقت وحين، فكان من الأولى أن يأخذوا بيد الأسر لا أن يزيدوا من معاناتها فهم كذلك لهم اسر وكان من الأجدر الإحساس بالآخرين. سيدة أخرى من عين النعجة قالت أن ابنها تعرض إلى أبشع معاملة من طرف المعلم كونه لم يستكمل اقتناء الأدوات المدرسية تبعا لحالتهم المزرية واتهمه بالتماطل في جلب الأدوات عن عمد إلا أن حقيقة الأمر هي غير ذلك وقالت أن ابنها يهددها في كل مرة على عدم وطأ المتوسطة خاصة وان المعلم يتعمد إحراجه أمام التلاميذ. هذا ما هو جاري بمؤسساتنا التربوية التي يكون فيها الأستاذ سببا رئيسا في إبعاد التلميذ عن الدراسة بسبب المعاملة القاسية التي يستسهلها هو إلا أنها تؤدي إلى العديد من الإفرازات السلبية وتؤثر على نفسية الطفل كونها تمس كبريائه وقد يصل إلى حد كره الدراسة ومغادرة مقاعدها.