مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا تلاحقت الفضائح والنّكسات التي أصابت الرئيس اليهودي للدولة الفرنسية نيكولا ساركوزي خلال الفترة الأخيرة والتي اعتبرت الأسوأ في ولايته، ونتيجة لذلك تراجعت شعبية (ساركو) في استطلاعات الرأي إلى حدها الأدنى، وأصيب حزبه بضربات كبيرة على المستوى الانتخابي، وتورط مقربون منه في فضائح دفعت القضاء إلى ملاحقتهم· وفي موقف نادر التقت أسبوعيتان فرنسيتان مختلفتان في الرأي على القول إن الأيام القليلة الماضية كانت صعبة جدا على ساركوزي والغالبية اليمينية الحاكمة· فعنونت مجلة لوبوان (يمين الوسط) (ملامح نهاية حقبة)، ولانوفال أوبسرفاتور (يسار وسط) (في كواليس نهاية حقبة)· ويتسلم اليمين السلطة منذ العام 2002 في حين دخل نيكولا ساركوزي الإليزيه العام 2007· وسيشهد اليمين الفرنسي السبت لحظة مؤلمة عندما سيتسلم الاشتراكي جان بيار بيل رئاسة مجلس الشيوخ إثر انتخابات هذا المجلس التي جرت الأحد الماضي· وهي المرة الأولى التي يفقد فيها اليمين رئاسة مجلس الشيوخ منذ العام 1958· وفي مواجهة هذه النكسات بدأت وحدة اليمين تتصدع حتى أن فرضية عدم ترشح ساركوزي لولاية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل ومايو المقبلين باتت تطرح من قبل مسؤولين في اليمين· وبدأت تتصاعد الانتقادات بحق ساركوزي من داخل معسكره خصوصا بعد تراجع شعبيته بشكل خطير في استطلاعات الراي· وندد وزير التعليم العالي لوران ووكييه المقرب من ساركوزي ب (الجو الانهزامي) السائد في أوساط اليمين. وما زاد الطين بلة لدى ساركوزي تورط عدد من المقربين منه في فضائح فساد وتمويل سياسي غير مشروع· فقد وجه الاتهام إلى اثنين من المقربين منه بالتورّط في ملف (كراتشي) في إشارة إلى مسألة عمولات غامضة في صفقة سلاح مع باكستان· ويبدو أن رشاوى دفعت بين باكستانوفرنسا وهناك حقائب مليئة بالأموال قد تكون استخدمت في تمويل الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح اليميني إدوار بالادور العام 1995 التي كان نيكولا ساركوزي أبرز المشاركين فيها· كما أن هناك ثلاثة أشخاص من المقرّبين من الرئيس الفرنسي يلاحقون قضائيا· وقد يكونون متورطين في عملية تنصت على اتصالات هاتفية لصحافيين يعملون في صحيفة لوموند كانوا يحققون في مسالة محرجة مرتبطة بصاحبة المليارات الفرنسية ليليان بيتنكور· وجاءت تصريحات روبير برجي المستشار غير الرسمي لساركوزي لشؤون إفريقيا لتزيد حرج الرئيس الفرنسي· فقد كشف برجي وجود حقائب مليئة بالأوراق النقدية المقدمة من رؤساء أفارقة إلى مسؤولين في اليمين الفرنسي، إلا أنه حرص على الإيضاح أن ساركوزي لم يكن على علم بالأمر· واستفاد اليسار من كل هذه الأحداث ليسخر من أحد شعارات ساركوزي الانتخابية العام 2007 التي تتكلم عن (الجمهورية التي لا غبار عليها)· في المقابل يخوض الاشتراكيون ببراعة معركتهم لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية·