جددت 32 عائلة قاطنة بحي سفولة بشوشاة، ببلدية الكريمية، التابعة لولاية الشلف، مطلبها إلى السلطات المحلية والولائية حول مشكل السكن الذي جعل حياتهم مرة ويومياتهم مأساوية، جراء الانعدام الكلي للمرافق وضروريات الحياة من ماء الشرب، الكهرباء والصرف الصحي، ناهيك عن السكنات الهشة الطوبية والقصديرية المنصوبة على رقعة ترابية منحدرة هي ملك للخواص· يطالب سكان البناءات الهشة بهذا الحي الفوضوي بالبحث عن مخرج يخرجهم من متاعب 17 سنة كاملة، أبرزها المشكل الرئيسي المتعلق بالسكن الهش الذي تنتشر به كل أنواع الحشرات وخاصة القمل المنتشر بكثرة، وأيضا الزواحف من الثعابين والأفاعي، إلى نقائص أخرى من انعدام ضروريات الحياة من ماء وكهرباء وأكثر خطرا من ذلك انعدام شبكة الصرف الصحي، ولا يزال سكان هذا المجمع يعيشون تحت أكواخ وبيوت هشة ترابية تنعدم بها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، خاصة في فصل الشتاء حينما تتحول هذه البيوت إلى برك جراء المياه والأمطار التي تغمرها وتتسبب في كثير من الأحيان في خسائر معتبرة · وما يضاعف معاناة سكان هذه البيوت، هو الانعكاسات الصحية نتيجة العوامل المناخية كالبرد القارس شتاء والحر الشديد صيفا، وذلك في ظل انعدام أدنى الشروط الصحية داخل هذه البيوت، وكذا تدهور المستوى المعيشي لأغلب هؤلاء السكان، وبالوقوف على الوضعية المزرية التي تعيشها هذه العائلات، نجد أن سبب معاناتهم لا يقتصر على السكنات الطوبية فقط، حيث أن جل العوامل المحيطة بهم تزيد الأمور تعقيدا، أما أهم عائق يتصدر معاناة السكان فهو الانعدام الكلي لقنوات الصرف الصحي، هذا العامل جعل قاطني هذه السكنات يستنجدون بحفر خنادق كحل مفروض ولا خيار عن ذلك· مشكل غياب الماء، من جهة أخرى جعل أفراد هذه العائلات يتكبدون مشاق البحث عن جرعة ماء، وغالبا ما يتحملها الأطفال بعد خروجهم من المدرسة، حيث يضعون محافظهم ويحملون الدلاء بدلا منها، كما أن مشكل الكهرباء والربط العشوائي دون أدنى احتياطات وبصفة غير قانونية ودون تدخل مؤسسة سونلغاز لمنع مثل هذه التصرفات، وكل ذلك في ظل تماطل السلطات المحلية والولائية في إيجاد حلول استعجالية لهذه الفئة التي حرمت من نعمة العيش في ظل سيادة الوطن، وللإشارة فإن هؤلاء طالت مدتهم في هذه السكنات، إذ تفوق إقامتهم بهذه الوضعية 17سنة كاملة أي منذ أن عشعش الإرهاب بالمناطق الريفية الجبلية بولاية الشلف، وقد فر هؤلاء بجلدتهم خوفا من بطش الإرهاب، لكن بعد طول المدة وعدم توفي سبل الاطمئنان لهؤلاء السكان حال مبتغاهم دون الرجوع إلى أراضيهم الفلاحية وخدمتها، رغم أن هؤلاء السكان لازالوا يقطعون يوميا مسافات تزيد عن 30 كم ذهابا وإيابا إلى مناطقهم الأصلية خدمة لبعض الأغراض الفلاحية، وللإشارة فإن أغلبهم مستعدون للعودة إلى ديارهم وهذا لا يتم إلا بتوفير الشروط الضرورية للحياة خاصة الأمنية منها باعتبارهم يقطنون في أماكن معزولة·