تعيش عدد من بلديات العاصمة حالة فوضى صاحبت الإعلان عن عملية توزيع السكنات، حيث بدأت الاحتجاجات تكتسح بعض الأحياء خاصة الشعبية منها التي عرفت أياما ساخنة بسبب حرمان الكثيرين من سكن طالما انتظروه، في حين وجد البعض الآخر في الموقع المرحل إليه مشكلا ليجدوا في الاعتصام والعنف الحل الوحيد لتتحول بذلك العاصمة إلى بؤرة توتر. تشهد عدد من المقاطعات الإدارية بالعاصمة حالة فوضى كبيرة بسبب رفض السكان الذين يعانون أزمة سكن خانقة سياسة اللاعدل المنتهجة في توزيع السكنات والتي لم يراع فيها، حسبهم، وضع الأسر الجزائرية ولا عدد أفرادها، ما خلق حالة من الغضب لدى الكثيرين ليجدوا في الاشتباكات الحل الانسب وهو ما عشته منطقة المحمدية خلال اليومين الماضيين عندما أقدم سكان الاحياء الفوضوية والهشة على الاحتجاج وقطع الطريق الوطني رقم 5 لساعات ما استدعى تدخل عناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب لاحتواء الوضع الذي ما لبث أن تحول إلى اشتباكات عنيفة بينهم وبين عناصر الشرطة التي لم تتخذ أي إجراء ضد المتظاهرين الذين أصروا على مقابلة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء. جاء احتجاج سكان حي كليونفيل والهضاب وبعض الأحياء الأخرى على خلفية سياسة اللامبالاة المنتهجة من طرف المسؤول الأول على رأس البلدية الذي رفض الإصغاء لانشغالهم في وقت استفادت فيه عائلات بلدية باب الواد من سكنات في حي الموز المكرر، الأمر الذي استفزهم ودفعهم الى تنظيم حركة احتجاجية ضد تلاعب مسؤوليهم من جهة والتحايل في توزيع السكنات من جهة أخرى. وأشار هؤلاء في حديثهم إلى إقصائهم من أي صيغ سكنية، حتى حصة 60 سكنا اجتماعيا التي استفادت منها بلدية المحمدية لم تكن لهم حصة فيها ما أثار استياءهم ودفعهم للاحتجاج لإعادة النظر في عملية الترحيل وكذا تنحية رئيس المجلس الشعبي لبلدية المحمدية الذي لم يؤد –حسبهم – المهام المنوطة به. سكان حي الأكراد الفوضوي يحتجون ويطالبون بحقهم في السكن إحتج صبيحة أمس العشرات من قاطني حي الأكراد الفوضوي ببلدية الكاليتوس بالعاصمة أمام مقر البلدية تعبيرا عن رفضهم لإقصائهم من عملية الترحيل التي شملت عددا من الأحياء الفوضوية دون أن تشملهم في وقت يتقاسمون فيه نفس الظروف المزرية، ناهيك عن الأمراض والاوبئة التي هددت صحة الكثير منهم غير أنهم يسجلون أي تدخل يذكر لمسؤوليهم من اجل رفع الغبن عنهم. “أين أنت يا رئيس الجمهورية؟ “ .. “نعيش الجحيم، رحلونا” .. “نريد سكنا لا وعودا”.. هي الشعارات التي رددها سكان حي الأكراد الفوضوي أمام مقر البلدية لإسماع صوتهم للسلطات العليا في البلاد وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبراقي من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة التي وعدوا بها في العديد من المناسبات إلا أنها لم تشهد التجسيد الفعلي لحد الآن. 200 عائلة بحي “الكاريار” تحاصر المركز وتمنع خروج رئيس البلدية حاصرت العائلات المقصاة من عملية الترحيل التي مست حي “الكاريار”، أول أمس، في إطار برنامج إعادة الإسكان، رئيس البلدية وأعضاء من لجنة السكن المركز ومنعتهم من الخروج احتجاجا منها على قائمة الترحيل التي وصفوها بغير العادلة. وأكد عدد من السكان المحتجين في حدثهم ل “الفجر” أن اللجنة التي أعدت قائمة المستفيدين لم تراع عدد أفراد الأسرة الواحدة ولا الوضعية الاجتماعية للأسر والدليل على ذلك استفادت بعض العازبات من شقق في حين أقصيت عائلات انتظرت الترحيل منذ سنوات ولم تحصل عليه لحد الآن. وحملت العائلات المقصاة المسؤولية الكاملة على عاتق المكلفين بإعداد القائمة الذين ضربوا كل القوانين عرض الحائط بمنحهم شققا لأبنائهم والقريبين منهم، في حين أقصي الكثير منهم رغم امتلاكهم عقود ملكية تخول لهم الاستفادة من سكن لائق. وقد أكدت العائلات المقصاة مواصلتها الاحتجاج وعدم السماح لرئيس البلدية بمغادرة المركز إلا بعد استقبالهم وترحيلهم مؤكدين عدم الاكتفاء بتقديم الطعون التي قالوا عنها إنها وسيلة لشراء صمتهم، خاصة وأن مئات الطعون المودعة لدى مصالحهم منذ 2004 لم يفصل فيها بعد ولم يتحصلوا بشأنها على أي رد إيجابي من شأنه أن يمتص حالة الغضب التي تعيشها العائلات المقصاة. موازاة مع ذلك، حاولنا الحصول على تفسيرات من طرف مكتب الاستقبال المتواجد بالمكان إلا أنه رفض الإدلاء بأي تصريح حول عملية الترحيل وحول اتهامات المقصين لهم ماعدا بعض المنتخبين الذين وقفوا في صف المحتجين لأنهم على دراية بأوضاع هؤلاء حالة بحالة. جدير بالإشارة أنه بعد اكتشاف العائلات المقصاة ليلة أول أمس أنهم ليسوا ضمن العائلات المرحلة عادوا إلى سكناتهم التي قطعت بها الكهرباء والماء وذلك بعد أن قامت الجهات الوصية بنقل أمتعتهم بالشاحنات الى المكان المرحل، غير أنهم صدموا بعدم استفادتهم من شقق. .. وعائلات حي مناخ فرنسا تحتج أمام مقر الدائرة الإدارية اعتصمت، أمس، عشرات العائلات القاطنة بحي مناخ فرنسا أمام مقر دائرة باب الوادي احتجاجا على إقصائهم من حصة 200 سكن اجتماعي التي استفاد منها الحي مؤخرا في إطار إعادة إسكان قاطني الأحياء الشعبية والهشة حيث طالبت العائلات بحقها في السكن وإنهاء سنوات من المعاناة في شقق ضيقة تتقاسمها عائلات يفوق عدد أفردها 14 خاصة وأن بلدية وادي قريش تحصلت في السنوات الماضية على حصص سكنية لا تلبي حاجيات العدد الهائل من الطلبات. عرفت المقاطعة الإدارية لباب الوادي حالة من الفوضى والغليان بين أوساط الغاضبين الذين تفاجؤوا بعدم ورود أسمائهم في قوائم المستفيدين الذين سيرحلون اليوم بالرغم من حاجتهم الملحة إلى السكن، وطالبت العائلات مقابلة الوالي المنتدب وأصرت على عدم التحرك من المكان إلى حين إيصال انشغالها إلى السلطات الولائية. مستأجرو سكنات ديار المحصول يخرجون في وقفة احتجاجية من جهتها، خرجت عشرات العائلات التي استأجرت سكنات ديار المحصول الى الشارع احتجاجا منها على قرار الولاية الذي يقر بعدم استفادة العائلات المستأجرة من سكن لائق، الأمر الذي أدى إلى الإلقاء بهم في الشارع وقطع الكهرباء عنهم وغلق السلالم كإجراء أولي تفاديا لعودتهم إلى سكناتهم غير أن هذه الأخيرة رفضت ذلك وهددت بالانتحار وتصعيد الاحتجاج في حال إخراجهم بالقوة.