لا تشعر بالعجب حين ترى الفرحة مرسومة على وجوه التلاميذ وهم يغادرون مدارسهم بلا دراسة، والبهجة تملأ أحاديثهم المفعمة بحيوية مفتقدة في أقسامهم، واحذر أن تتّهمهم باللاّ مبالاة أو تصفهم بالأغبياء. فإضراب الأساتذة لا يؤثّر بالسلب على التلاميذ مثلما يتصوّر غالبية الأولياء، بل يعود عليهم بالإيجاب، ليس بفضل الدروس الخصوصية التي تكلّف ميزانية الأسر الكثير وإنما لأن وزارة التربية كثيرا ما تشفق فوق اللّزوم على التلاميذ ف (تردّ) على إضراب أساتذتهم ومعلّميهم بتقليص البرنامج الدراسي وتحدّد لهم الدروس التي عليهم مراجعتها استعدادا للامتحانات المصيرية· ونتيجة لهذه المعطيات صار تلاميذتنا (المارفين جدّا) يستبشرون خيرا بإضرابات أساتذتهم ويقولون إنه كلّما كثرت الإضرابات في قطاع التربية كلّما ارتفعت نسبة النّاجحين في امتحانات شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا، ومبروك للنّاجحين مسبقا.