عادت هواجس الاحتجاجات والاعتصامات من جديد لتفجّر سكون مدينة الذهب الأسود مرّة أخرى بعد سكون لم يعمّر طويلا، حيث أقدم أكثر من 70 شابّا أمس على الاحتجاج أمام مقرّ مكتب وكالة التشغيل الجديدة لولاية ورفلة، في الوقت الذي وقف فيه ما يزيد عن 30 شابّا آخر عند مدخل الشركة الوطنية لحفر الآبار (ENCT) بحاسي مسعود للمطالبة بدمجهم في الشركة أو إيجاد مناصب عمل قارّة لهؤلاء الذين أنهكتهم البطالة وقضت على أحلامهم بالرغم من تصنيف بلديتهم من أغنى المدن على المستوى الإفريقي· احتجّ أمس العشرات من شباب بلدية حاسي مسعود على أوضاعهم المزرية، حيث اعتصم أكثر من 70 منهم أمام مقرّ وكالة التشغيل الجديدة لولاية ورفلة بعدما حاولوا غلق الطريق الوطني رقم 49 الرّابط بين ورفلة وحاسي مسعود بعدما أشعلوا النّيران فيالعجلات المطاطية للمطالبة بإيجاد صيغ للتشغيل المختلفة عبر كافّة الشركات العاملة في المنطقة، سواء كانت منها العمومية أو الخاصّة والأجنبية كذلك من أجل امتصاص شبح البطالة الذي هيمن على أبناء المنطقة التي تعدّ الأغنى على المستوى الوطني والإفريقي لما تكتنزه من ثروة طبيعية هامّة، مندّدين وفي الوقت نفسهبإزاحة كافّة التلاعبات التي تمرّ عليها طرق ومراحل التشغيل بالمنطقة التي هم الأولى العمل بها على أشخاص آخرون يستقدمون من الشمال· من جهتهم، اعتصم ما لا يقلّ عن 30 شابّا آخر أمس أمام المدخل الرئيسي للشركة الوطنية لحفر الآبار البترولية (ENCT) التي أغلقوا بابها الرئيسي للمطالبة بدمجهم داخل هذه الأخيرة كعمال دائمين· هذا، وقد عاشت مدينة ورفلة بما فيها حاسي مسعود والمدن التي تضمّ شركات بترولية منذ مدّة من الزمن احتجاجات عارمة لشباب المنطقة من أجل إدماجهم في مناصب عمل دائمة على اعتبارهم أنهم الأولى بها نظرا لتموقّعها على تراب إقليمهم، حيث امتدّ غضب الشباب إلى غاية الإضراب عن الطعام والاعتصامات المفتوحة لمدّة فاقت الأسبوع أمام مقرّات وكالات التشغيل والبلديات وحتى الدائرات فيما لجأ البعض الآخر إلى عمليات التخريب في وقت مضى احتجاجا على أوضاعهم المزرية نتيجة البطالة الخانقة التي ما زالوا يكابدونها في وقت يتمّ فيه تشغيل غرباء عن المنطقة مثلما عاشته بلدية البرمة خلال الشهور الماضية بعدما انتفض شبابها على المشاكل المذكورة سالفا· للإشارة، فإن منطقة جنوب الوطن كانت قد عاشت خلال الفترة الأخيرة بعض الحركات الاحتجاجية التي شنّها المئات من الشباب البطّال الذين يطالبون بحقّهم في الشغل، حيث خرجوا إلى الشارع ونظّموا اعتصامات أمام مقرّات البلديات والدوائر والولايات للتنديد بما أسموه (الحقرة في الشغل) و(تهميش شباب الجنوب)، رافعين عدّة لائحات منددة بالوضع المزري الذي يعيشه شباب المنطقة بعد استحالة حصولهم على مناصب شغل لضمان قوت يومهم· وإثر استمرار هذه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها السنة الماضية تمّ الإعلان عن ميلاد (لجنة الدفاع عن حقوق البطالين في الجنوب) التي تضمّ ممثّلي الشباب البطالين من كل ولايات الجنوب من اجل التكفل بمتابعة ملف التشغيل بالجنوب، والسّهر على متابعة قضايا البطّالين بالتدقيق والعمل على توفير مناصب الشغل بطريقة منظّمة·