عاد الهدوء إلى نفوس سكان وشباب بلدية البرمة بولاية ورفلة بعد أيّام وأسابيع من الاحتجاجات والفوضى التي أدّت إلى استقالة 5 أعضاء من المجلس الشعبي البلدي عقب استحالة إيجاد حلول للأوضاع المتردّية إثر منح وكالة التشغيل للمنطقة 26 منصب عمل للشباب العاطل مقابل 150 منصب من احتياجات المؤسسة الوطنية للجيوفيزياء ورشة رقم 60 والمتخصّصة في التنقيب عن البترول المتواجد مقرّها بالبرمة· عادت الحياة لتدبّ من جديد في بلدية البرمة في ولاية ورفلة بعد احتجاجات عارمة نظّمها شباب وأعيان المنطقة فور الإعلان عن قائمة المستفيدين من مناصب العمل من طرف وكالة التشغيل، والتي منحت 26 منصبا لأبناء المنطقة مقابل 150 منصب تمّ تقسيمها على شباب الولاية، وهي القضية التي لم يستسغها أبناء البرمة على اعتبار أن الشركة المطالبة باليد العاملة تقع على تراب بلديتهم، الأمر الذي أخرج المئات منهم للاحتجاج أمام مقرّ البلدية ثمّ الشركة السالفة الذّكر، والتي تعرّضت للغلق من طرف الغاضبين لأيّام وأسابيع متتالية أجبر على إثرها المجلس الشعبي البلدي للبرمة على تقديم استقالة جماعية بعد تصاعد الأوضاع وانعدام حلول للقضية، خاصّة وأن المشرف على الشركة كان قد أكّد للسلطات المحلّية أنه غير مستعدّ للنّظر في القضية أو حتى إيجاد حلول لها إلاّ بتدخّل المدير العام من العاصمة· انفراج الأوضاع يضيف أحد ممثّلي شباب البرمة جاء بعد إعادة تقسيم المناصب، حيث تمّ إضافة 24 منصبا آخر من أصل 26 الممنوحة سابقا من إجمالي 150 منصب من احتياجات المؤسسة الوطنية للجيوفيزياء ورشة رقم 60 والمتخصّصة في التنقيب عن البترول· وكان شباب البرمة قد أكّدوا أن بداية الأزمة كانت عندما أعطى والي ورفلة أمرا بإدماج 57 شابّا من ورفلة في مناصب عمل بالشركة المذكورة سالفا، في حين لم يتحصّل شباب البلدية إلاّ على 26 منصبا من أصل ال 150 التي وضعتها وكالة التشغيل تحت تصرّف العاطلين عن العمل بالولاية لصالح احتياجات الشركة. كما كان المسؤول الأوّل عن الورشة رقم 60 بشركة التنقيب قد أخطر السلطات المحلّية بعدم إمكانيته التصرّف في القضية إلاّ بعد تدخّل المدير العام للمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء الذي بإمكانه فظّ النّزاع الذي كان قد أكّد بشأنه الشباب أنه سيتواصل إلى غاية إيجاد حلول ترضي أغلب المحتجّين الذين شكّلوا طوقا سدّوا به مدخل الورشة· يُذكر أن الاحتجاجات ببلدية البرمة التي تعدّ ثاني أغنى بلدية وطنيا بعد حاسي مسعود لما تكتنزه من موارد وآبار بترولية، اندلعت أكثر من 10 أيّام بعد الإعلان مباشرة عن قائمة مناصب الشغل بالورشة المذكورة آنفا، والتي تقع على تراب البرمة، تلك البلدية التي يعاني سكانها من مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة في ظلّ غياب التنمية التي ما تزال تسير على خطى بطيئة إن لم نقل منعدمة تماما·