يبلغ سعر الخبزة الواحدة، على الأرصفة بحي باب الواد الشعبي، ابتداء من الساعة الخامسة مساء، 15 دج، ولا يجد المواطنون بدا من اقتنائها، بالنظر إلى إغلاق كافة المخابز أبوابها قبل تلك الساعة بكثير، وعجزهم عن إيجاد هذه المادة الحيوية، بالنسبة لمن لم يقتنوا منها كفايتهم، خلال ساعات الصباح، حيث تتوقف اغلب المخابز عن النشاط في ساعات مبكرة، رغم حاجة المواطنين إلى هذه المادية الحيوية في حياتهم اليومية، بالنظر إلى اعتماد الجزائريين الكبير على مادة الخبز في غذائهم، وهو ما يضطر الكثيرين إلى التوجه نحو سلال الخبز المعروضة خارج المخابز، ولا تزال، ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة والطرقات، عبر مختلف الأحياء الشعبية بالعاصمة الظاهرة الأكثر شيوعا، و يمكن ملاحظتها كل مساء، حيث تنتشر سلل الخبز على حواف الطرقات وفوق الأرصفة، من التي يعمل عليها عشرات الشبان. ولا يقتصر الأمر على حي باب الواد الشعبي فحسب، بل يمتد إلى العديد من الأحياء الشعبية الأخرى، مثل لا بروفال بالقبة وباب الواد وباش جراح والحراش والكثير من الأحياء العاصمية الشعبية، إذ تعرض سلال الخبز تلك، والغريب ان المواطنين يقبلون عليها بصورة كبيرة، بعضهم يقولون انه لا خيار لهم، لعدم إيجادهم تلك المادة، وآخرون يقولون إنهم يثقون نوعا ما في بعض الباعة الذين يشترون من عندهم خصيصا، ولا يشترون من عند آخرين، أما عن السهر فيقول البعض انه لا مفر ما دام أن هذا هو الموجود، فمن أعجبه فليقتنيه، ومن لم يعجبه فليتركه، حتى وان وصل شعر الخبزة الواحدة إلى 20 دج، وليس إلى 15 دج فحسب. وبما أن الأمر يتعلق بمادة ترتبط ارتباطا مباشرا ووثيقا بصحة المواطن الجزائري، فقد يتساءل الكثيرون عن سر استمرار الظاهرة رغم المخاطر الصحية والأضرار المترتبة عنها بفعل عرضها وفق شروط غير صحية بالمرة في الهواء الطلق وسط الاغبرة ودخان السيارات، وكم هائل من الجراثيم المنتشرة في الهواء وعلى الأرضية التي يتم وضع سلال الخبز عليها، حتى ولو حاول بعض الباعة وضعها على دعامات خشبية أو صناديق لرفعها عن الأرض، وإيهام المواطن بأنها بعيدة كل البعد عن مصادر التلوث والخطر، مع أن الأمر لا يتعلق فقط بالأوساخ والقاذورات وما يتم إلقاءه على الأرض، بل أيضا بما هو منتشر في الهواء، وما ينبعث من السيارات والمركبات والحافلات الكثيرة المارة على تلك السلال طيلة ساعات طويلة، إضافة إلى الأيادي الكثيرة التي تلامس الخبز وتنتقيه، وأيادي الباعة أنفسهم الملوثة ببقايا التبغ والسجائر والنقود وغيرها من المساحات الملوثة. تقول إحدى السيدات من حي باب الواد، أنهم يوميا لا يجدون أمامهم إلا هؤلاء الباعة لتغطية حاجتهم من الخبز، خاصة في فصل الصيف، إذ من الصعب شراء ما يكفي العائلة من الخبز منذ الصباح، نظرا لأنه يغدو رديئا بحلول موعد العشاء، بما انه لا وجود لمخابز تشتغل لما بعد الساعة السابعة، فإنهم يقتنونها من لدى باعة الأرصفة، في الوقت الذي كانت فيه وزارة التجارة قد أعلنت عن إجراءات صارمة تتعلق بمتابعة ومراقبة كافة الخبازين غير القانونيين، ونشاط باعة الأرصفة وغيرهم، فيما أن الظاهرة تبقى مستمرة.