كشف حسين بلّوط رئيس اللّجنة الوطنية للصيد البحري المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للتجّار والحرفيين الجزائريين عن المخاطر التي تعترض الساحل الجزائري وتهدّد ثروته السمكية بالانقراض، وعلى رأسها الدلافين التي سجّل من خلالها مقتل 120 دلفين منذ 2007 آخرها ذاك التي لفظته الأمواج بسواحل مستغانم متأثّرا بإصابته النّاجمة عن تفجير الديناميت المحرّم دوليا في عملية الصيد بوسط البحار· وأكّد بلّوط أن عملية الصيد باستخدام المتفجّرات في عرض الساحل الجزائري، وبالرغم من تحريمها دوليا إلاّ أنه ما يزال استغلالها جاريا، وهو ما يهدّد الثروة السمكية بالانقراض، مستدلاّ على ذلك بأنه وفي حال الاستمرار في نفس المنهج المؤثّر على الطبيعة يمكن أن يتحوّل البحر الأبيض المتوسط إلى بحر ميّت في غضون ال 40 سنة المقبلة بعدما تنقرض مختلف أصناف الأسماك وعلى رأسها الدلافين التي أظهرت الدراسات الأخيرة أنها تأثّرت بشكل كبير نتيجة اتّباع هذا الأسلوب من الصيد، وقد تسبّب الديناميت في مقتل 120 دلفينا منذ سنة 2007 عبر الساحل الجزائري· واستدلّ بلّوط بآخر حادثة وقعت الأسبوع المنصرم في شواطئ الجهة الغربية للوطن، وبالتحديد في مستغانم، حيث لفظت أمواج البحر جثّة دلفين ميّت بعدما تأثّر بتفجير الديناميت في عرض البحر، مشيرا إلى أن هذه الطريقة في الصيد التي أصبحت متّبعة بشكل ملفت للانتباه من طرف الصيّادين في الجزائر عبر مختلف موانئ الوطن المقدّر عددها ب 30 ميناء، تستغلّ من أجل الرّبح السريع والاصطياد الوفير بأقلّ تكلفة وأقلّ جهد· كما تحدّث بلّوط عن مشكل آخر لا يقلّ خطورة عن سابقيه والمتعلّق بالتلوّث الكبير الذي تشهده الشواطئ الجزائرية نتيجة التدفّق العشوائي للمياه القذرة، وهو ما جعله يوجّه نداء إلى السلطات العمومية من أجل إنجاز محطّات لتصفية المياه القذرة لمنع صبّها في مياه البحر، بعد أن بلغت نسبة التلوّث في سواحل الجزائر مستويات خطيرة نظرا لصبّ مياه الوديان في عرض البحر، مؤثّرا بذلك على وفرة الثروة السمكية، وقد خلّف ذلك إتلاف 50 طنّا من المحّار سنة 2007 من مركز تربية المائيات في بواسماعيل ولاية تيبازة· كما كشف ذات المسؤول أن الجزء الأخير من السيجارة والإلقاء به في مياه البحر يلوّث 9 لترات من المياه، ناهيك عن مادة الزئبق المتسرّبة من جبال وادي زهور بسكيكدة وعزّابة، إلى جانب 160 لتر من الزيوت الفاسدة تمّ صبّها في وادي سيبوس سنة 2006، وتشير الدراسات أيضا إلى أن 7.12 متر مكعّب من الفضلات التي ترمى في البحر تلوّث 100 هكتار على 40 مترا عمقا في البحر· وفي سياق آخر، أشار بلّوط إلى ظاهرة سرقة المرجان التي استفحلت بشكل كبير في السواحل الشرقية للوطن، مستدلاّ على ذلك باسترجاع 10 أطنان من المرجان الأحمر من طرف مصالح الدرك وحرّاس السواحل منذ سنة 2000، حيث أكّد أن تجارة هذا النّوع تعدّ مربحة لأصحابها بعد أن ارتفعت الأسعار إلى أكثر من 1000 أورو للكيلوغرام الواحد، وهو ما يدعو حسبه إلى تكثيف المراقبة بإضافة عناصر شرطة البحار وأبراج للحماية، كما تحدّث عن مافيا الرّمال الذين استولوا على 35 كلم من 650 شاطئ مستغلّين الفترات اللّيلية في إتمام مهمّة النّهب التي من شأنها إحداث اختلال في الطبيعة·