يتأكد يوما بعد آخر أن مخاوف الجزائر من فوضى التسلح في ليبيا ليست مجرد أوهام، بل حقائق أكيدة، وتشير آخر التحليلات التي قدمها خبراء ومختصون إلى أن الصواريخ المضادة للطائرات هي أخطر تهديد على الجزائر، إذ أن طائراتها المدنية صارت مهددة بالقصف من طرف جماعات مسلحة تمتلك هذا النوع من الصواريخ في ظل الفوضى التي تعيشها الجارة الشرقية للجزائر· وتتعزز المخاوف التي عبّرت عنها بلادنا بخصوص الأخطار الأكيدة للأسلحة الثقيلة التي وقعت بين أيدي جماعات مسلحة في ليبيا عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي باستمرار، من خلال تأكيد الخبراء لخطورة وقوع أسلحة مختلفة، وصواريخ أرض جو، ومدفعية مضادة للطائرات بين أيدي جماعات وعصابات لا يهمها أمن البلدان الأخرى، ولا تتردد في بيع تلك الأسلحة لغيرها، وهو ما كان قد أكده أحد أمراء التنظيم الدموي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي بات يتسمى باسم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حين اعترف بأن هذا التنظيم قد حصل على أسلحة ليبية· ويرى الخبراء أن أخطر سلاح يمكنه أن يشكل تهديدا كبيرا على أمن الجزائر هو السلاح المضاد للطائرات، حيث باتت طائراتنا في مرمى نيران صواريخ ليبية واقعة بين أيدي جماعات مختلفة· ويرى الخبراء أن مخاوف الجزائر مشروعة جدا، وأن التهديد الموجود أكيد، ويستدلون على ذلك بقرار حكومة الكيان الإرهابي الصهيوني تسريع تركيب منظومات دفاعية للطائرات المدنية في إسرائيل خوفا من استهدافها في المستقبل القريب، على خلفية التقارير الإستخباراتية التي تحدثت مؤخراً عن اختفاء كميات كبيرة من الصواريخ المتقدمة المضادة للطائرات من ليبيا ووصولها إلى منظمات مسلحة معادية للكيان الصهيوني في شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، وهو ما يشير إلى إمكانية نقل وتهريب أسلحة ليبيا إلى أي مكان· ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية عن مصدر أمني صهيوني مسؤول تأكيده أن الكيان الصهيوني سارع بتركيب دفاعات مضادة للصواريخ فى طائرات الركاب، بعدما أدرك أن هناك خطرا متزايدا لتعرضها لهجوم من تنظيمات مسلحة باستخدام أسلحة ليبية مسروقة· وذكرت الصحيفة أن حالة الفوضى التي سادت داخل ليبيا جعلت مخازن السلاح المتقدم مفتوحة أمام شبكات التهريب، التي استغلت الفوضى وسرقت كميات كبيرة من هذا السلاح، وعملت على بيعها وتهريبها إلى جماعات مختلفة بينها جماعة درودكال التي تحترف تقتيل الجزائريين· وحسب المسؤول الصهيوني فإن الطائرات التابعة لخطوط طيران (العال) الصهيونية، وشركتي طيران أخريين، زودت بنظام صنع محليا يستخدم الليزر (للتشويش) على الصواريخ التي تتعقب الحرارة، علما أن الكيان الصهيوني قد حدد عام 2013 موعدًا نهائيًّا لتركيب النظام في معظم طائراتها· وأوضحت الصحيفة الصهيونية أن هذه المنظومات الدفاعية الجديدة تعمل عبر تقنية الليزر لعرقلة مسار الصواريخ المضادة للطائرات التي تعتمد على الحرارة في آلية عملها مثل صواريخ (سترلا)، و(ايغلا)، مضيفة أن تل أبيب تطبق بشكل مؤقت إجراءات جوية مضادة على متن الطائرات المدنية، وأحجم عن الإفصاح عن التكنولوجيات المستخدمة· وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن الأمير السابق لإمارة الصحراء في تنظيم درودكال المسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، أو ما يُعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار الملقب ب (خالد أبو العباس) قوله بأن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) حصل على أسلحة ليبية (خطيرة) جراء فوضى السلاح التي شهدتها وتشهدها ليبيا عقب انهيار نظام العقيد المغدور به معمر القذافي· وفي تصريحات سابقة عن بلمختار أدلى بها لمصدر إعلامي موريتاني أعلن حصول التنظيم على أسلحة ليبية خطيرة بعد انهيار نظام العقيد معمر القذافي، وحذر بلعور الليبيين من (الانسياق وراء دعاوى ومشاريع نزع السلاح)· وقال أحد عرّابي تقتيل الجزائريين بكل وقاحة: (نعم لقد كان تنظيم القاعدة عموما من أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي)·