أصرّ ستّة جزائريين معتقلين في غوانتانامو على البقاء في معتقل العار بدعوى الخوف من عواقب عودتهم إلى بلادهم الجزائر، حسبم ا ما ورد في صحيفة »ذا واشنطن بوست« الأمريكية، حيث رفضوا الامتثال لقرار الإفراج الصادر عن القضاء الأمريكي الذي برّأ ساحتهم من المشاركة في تنظيم إرهابي يهدف إلى المساس بأمن الولايات المتّحدة الأمريكية، ليصبح مصيرهم غامضا. وحسب ما ورد في المقال الذي صدر أمس، فإن المعتقلين الستّة فضّلوا البقاء في المعتقل على العودة إلى الجزائر حسب ما تمّ نقله على لسان محاميهم الذين أكّدوا أن موكّليهم يعيشون في ظلّ الخوف من الترحيل والمصير الذي سيلقونه في الجزائر بسبب تأثّرهم ببعض التقارير المغرضة المغلوطة التي تسود الوضع في الجزائر، حيث منحتهم السلطات الأمريكية حرّية الاختيار لكنهم اختاروا السجن. كما صرّحت محامية عزيز عبد النّاجي 35 سنة، بأن موكّلها وهو معتقل حاليا في غوانتنامو، يرفض العودة إلى الجزائر، وقالت إنه »سيكون من المعيب وغير الإنساني إعادته رغما عنه«. أمّا محامي أحمد بالباشا الذي أدانه القضاء الجزائري غيابيا ب 20 سنة سجنا عن تهمة الإرهاب في الخارج بعد رفضه العودة إلى الجزائر واختيار البقاء في بريطانيا بعد أن تبنّته إحدى العائلات البريطانية هناك »ديفيد ريمس«، فقد نقلت عنه الصحيفة أن مزاعمه تقوا إن »هؤلاء يفضّلون البقاء في غوانتانامو على الذهاب إلى الجزائر«. كما ذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حقّقت انتصارا كبيرا، بعد أن ألغت إحدى محاكم الاستئناف الفيدرالية حكما أوّليا صادرا من المحكمة، والذي يمنع ترحيل واحد من بين المعتقلين، ويتعلّق الأمر بفارحي سعيد بن محمد البالغ من العمر 49 سنة، والذي برّر رفضه الترحيل نحو الجزائر بخوفه من مصيره هناك، دون أن يخفي قلقه من إمكانية تصفيته من طرف الجماعات الدموية المسلّحة في حال رفضه الالتحاق بها فور عودته. وهي المبرّرات التي وصفتها المحكمة بالمقلقة، إلاّ أن محكمة الاستئناف لم تقبل رأي المحكمة، كما شدّدت على ضرورة ضمان المعاملة الإنسانية لكلّ معتقل يرحّل إلى الجزائر. وما ينسف مخاوف هؤلاء المعتقلين الذين يرفضون العودة إلى الجزائر ما أكّده مسؤولون من الإدارة الأمريكية لكلّ من إدارة بوش وأوباما من أنه سبق لهم ترحيل 10 معتقلين من غوانتانامو نحو الجزائر ولم يتعرّضوا للاضطهاد. كما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين في ذات الجريدة، إلى أن عملية ترحيل المعتقلين نحو الجزائر لم تعرف أيّ مشكل، مبيّنا في ذات السّياق أن الإدارة الأمريكية رفضت ترحيل بعض المعتقلين نحو بلدانهم الأصلية، مثل الصين، ليبيا، سوريا، تونس وأوزباكستان، وهي البلدان التي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن المعتقلين يواجهون فيها خطر التعذيب أو سوء المعاملة، أمّا بخصوص الجزائر فلم تتلقّ أيّ شكوى من المرحّلين السابقين الذي عرضوا على القضاء الجزائري بعد أن فتح لهم ملفات استفادوا بالبراءة أو انتفاء وجه الدّعوى إلاّ من تبث تورّطهم في مجموعات إرهابية داخل الوطن.