فضّل ستة معتقلين جزائريين البقاء في معتقل غوانتانامو لبقية حياتهم على العودة إلى الجزائر بدعوى التعرض للتعذيب، وقال محامو المعتقلين الجزائريين الستة إن ''هؤلاء يفضلون البقاء في غوانتانمو على الذهاب إلى الجزائر''. وقالت ''واشنطن بوست'' الأمريكية إن محكمة استئناف أمريكية فدرالية ردت حكما صادرا عن محكمة أخرى يمنع الحكومة من ترحيل المعتقل فرحي سعيد بن محمد، 49 سنة، إلى الجزائر وقال هذا الرافض للعودة إلى البلاد إنه في حال عودته إلى الجزائر سيخضع للتعذيب أو تقتله الجماعات الإرهابية في حال رفض الانضمام إليها. وروجت الصحيفة الأمريكية المذكورة إلى أن ادعاءات بن محمد ''مثيرة للقلق'' وشددت محكمة الاستئناف الأمريكية على ضرورة ضمان المعاملة الإنسانية لكلّ معتقل يرحل إلى الجزائر. وردت محكمة فدرالية حكم القاضي، الخميس الماضي، في وقت يصر نشطاء في حقوق الإنسان على تقديم القضية أمام المحكمة العليا. وذكَّر مسؤولون أميركيون بترحيل 10 معتقلين من غوانتانامو إلى الجزائر في عهد جورج بوش والرئيس الحاليّ باراك أوباما، ولم يخضع أي من المرحلين للمحاكمة، وترفض الإدارة الأميركية ترحيل المعتقلين إلى دول مثل الصين وليبيا وسوريا وتونس وأوزبكستان حيث يعتقدون إن السجناء المرحلين يخضعون للتعذيب. وقالت محامية عزيز عبد الناجي، 35 سنة، إن موكلها وهو معتقل حاليا في غوانتنامو، يرفض العودة إلى الجزائر، وقالت إنه ''سيكون من المعيب وغير الإنساني إعادته رغما عنه. وقال محامو المعتقلين الجزائريين الستة إن موكليهم يعيشون في ظلّ خوف من الترحيل، وقال ديفيد ريمس، محامي أحمد بلباشا إن ''هؤلاء يفضلون البقاء في غوانتانمو على الذهاب إلى الجزائر. و في المقابل، أكد مسؤولون من الإدارة الأمريكية، لكل من إدارة بوش و أوباما أنه سبق لهم ترحيل 10 معتقلين من غوانتانامو نحو الجزائر، و لم يتعرضوا للاضطهاد. كما أشار أحد المسؤولين الأمريكيين في ذات الجريدة، إلى أن عملية ترحيل المعتقلين نحو الجزائر لم تعرف أي مشكل، مشيرا في ذات السياق أن الإدارة الأمريكية رفضت ترحيل بعض المعتقلين نحو بلدانهم الأصلية، مثل الصين، ليبيا، سوريا، تونس و أوزباكستان. و هي البلدان التي يعتقد الأمريكيون أن المعتقلين يواجهون فيها خطر التعذيب أو سوء المعاملة. ويأتي هذا الأمر حسب بعض الملاحظين في إطار تغطية الجرائم الأمريكية في مختلف بقاع الأرض، حيث أن الأمريكيين نجحوا في تحويل الأولويات من شرعية معتقل غوانتانامو الخارج عن القانون والأعراف الإنسانية إلى مسألة التعرض إلى التعذيب، وكان المعتقل المعني جنة من جنان الله في الأرض.