هو واحد من القليلين الذين استطاعوا قهر المرض والتغلب عليه، وتحلى بالقدرة والطموح ليتجه نحو مقاومته والتغلب عليه لإبراز نفسه وذاته بين الناس، وهو أيضا من بين الكثيرين ممن أصيبوا بالسكري، ولكنه لم يستسلم له، بل صمم على التغلب عليه بممارسته لواحدة من أصعب الرياضات، وهي ألعاب القوى، جعلت منه بطلا، وجعلت الجميع يطلب مشورته، ويستمع لنصائحه وإرشاداته· خياري مصطفى، 57 سنة، بطل أولمبي ومساعد تربوي رئيسي بمتوسطة لالة خديجة بالعاصمة يعاني من مرض السكري _النوع الأول- ويعالج بالأنسولين منذ 23 عاما، تحدى المرض بالرياضة، وهو يمارس رياضة الماراتون النصفي والكلي، شارك في عدة مواعيد دولية ووطنية، تحصل على عدة مراتب مشرفة، كحصوله على المرتبة الأولى في ماراتون تيميمون بالجزائر، وحصوله على المرتبة الرابعة عندما قام بتحد كبير باشتراكه في ماراتون الصحراء الغربية الدولي، حيث قطع مسافة 42 كلم كلها كثبان رملية، ورغم مرضه إلا أنه استطاع قطع المسافة كاملة، وعن إذا ما كانت ممارسة هذا النوع من الرياضة، تسبب له بعض المضاعفات الصحية· وقال السيد خياري ل(أخبار اليوم) على هامش اليوم التحسيسي الذي نظمته جمعية مرضى السكري للجزائر بحديقة التجارب بالحامة، إنه لم يعان طيلة هذه المدة من تلك المضاعفات والتعقيدات الخطيرة التي تصيب مرضى السكري في الغالب، غير بعض التذبذب في كمية السكر في الدم، نتيجة لبعض التعب والإرهاق المصاحب لممارسته للرياضة، أو نتيجة لعدم الأكل في المواعيد المحددة، كما أكد لنا أن كل من يراه لن يعرف إذا ما كان مصابا بالسكري أم لا وهذا راجع إلى محافظته الدائمة على ممارسة الرياضة، التي -حسبه- تعطي فوائد عظيمة لممارسها، خصوصا وأنها تقلل بالدرجة الأولى من الأعباء النفسية للإنسان، فما بالك إذا كان مريضا ومصابا بالسكري، فالمرضى الذين يمارسون الرياضة باستمرار يكونون أقل عرضة لمضاعفات السكري الخطيرة عن غيرهم· ومن خلال حديثه معنا دعا السيد خياري جميع المرضى دون تناسيه للأصحاء أيضا، إلى اختيار ما يناسبهم من أنواع الرياضة، كالمشي أو السباحة·· فالرياضة تزيد من مرونة الجسم وتنشط الدورة الدموية، كما أنها تقلل من نسبة السكر بالدم والأنسولين التي يحتاجها الجسم، وتقلل من الشهية الزائدة لدى مريض السكري، كما أنها تقوم بحرق السعرات الحرارية الزائدة بالجسم، وهو عامل مهم بالنسبة لمرضى السكري الذين يحتاجون إلى إنقاص وزنهم، كما أضاف أن الانتشار الكبير لهذا المرض في السنين الأخيرة راجع إلى قلة الوعي لدى بعض المواطنين، وعدم اهتمامهم ومراقبتهم لحالتهم الصحية، كما أنه شدد على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية للتعريف بالمرض، بالإضافة إلى تقديم نصائح في كيفية التعامل مع السكري، بالنسبة للمرضى· وعن كيفية الوقاية منه بالنسبة للأشخاص العاديين، فليت جميع المرضى يسيرون على درب هذا البطل الذي تحدى مرضه بالرياضة رغم صعوبتها بالنسبة للمريض ككل· وهاهو الآن لا يمنعه شيء من المشاركة في كل الفعاليات الرياضية، وكل ما من شأنه أن يساهم في توعية الناس بخطورة هذا المرض، وهو الآن كخبير وبطل في هزم مرض السكري بإمكانه تقديم نصائح يستمع ويستجيب لها كل من يعاني من هذا الداء·