بعد عام من الكد والشقاء، تتأهب الكثير من العائلات بمختلف الجهات بأم البواقي لشد الرحال نحو المناطق الساحلية أين تعج الشواطئ في كل موسم اصطياف بالوافدين. فرغم أن أم البواقي منطقة داخلية، إلا أنها تنام على الكثير من المؤهلات السياحية التي من شأنها أن تغير من بوصلة قاطنيها فيما تعلق بإلغاء تأشيرات السفر نحو شواطئ البحر وبعض الدول المجاورة. فأغلب العائلات تنتهج سلوكا اعتياديا يقودهم إلى التفكير في تغيير الجو وكسر الروتين، بالاتجاه صوب البحر وبعض الدول المتاخمة للجزائر. كما يفضّل آخرون السفر إلى أوروبا قصد الاستكشاف والزيادة في استكشاف الدنيا. لكن هذا التفكير فرض بروز ثقافة أخرى توالدت لدى العامة، وهي الابتعاد عن الاستمتاع بما تحويه هذه الولاية من مواقع أثرية، إضافة إلى الغابات والجبال الشامخات. الصيف مناسبة للأفراح تحبذ الكثير من العائلات إقامة أفراحها في فصل الصيف، واضعة في اعتبارها أن هذا الفصل فرصة للراحة وتلاقي أفراد العائلة، وهو الشيء الذي تفضله أغلب النسوة والفتيات اللائي لا يتوانين عن حضور مختلف الأعراس التي تقام عادة بهذا الفصل. وفي هذا الجانب، حاولنا التقرب من العائلات التي توجد على استعداد لإحياء حفلات الزفاف أين التقينا بالسيد "عادل.ع" الذي يحضّر لعرسه، حيث أكد أن فصل الصيف هو مناسبة لإقامة الأفراح ولم شمل العائلة، سواء المتواجدة بأرض الوطن أو تلك التي تأتي من الخارج لزيارة الأهل، ويضيف عادل أن فصل الصيف أفضل بكثير من الشتاء في إحياء ولائم الزواج والختان. من جهتها، تقول السيدة حسيبة إنه لا يستهويها في فصل الصيف الذهاب إلى البحر، عكس الكثير، بل تفضّل حضور الأعراس التي ترفه عنها بشكل كبير. وغير بعيد عن أمهاتنا، لم نهمش رأي الفتيات، سواء المتمدرسات أو الماكثات بالبيوت، إذ اختلفت الرؤى بينهن، وتقول نادية إنها تحبذ أن تجد الكثير من الراحة داخل منزلها بعد عام شاق من الدراسة، كما أنها ترغب في قضاء أوقات قصيرة على شاطئ البحر، شريطة أن يكون ذلك في آخر شهر الحر. وعلى عكس ما ترغب فيه نادية، تفضّل بهار التي تعمل خياطة، قضاء وقت وفير في التمتع بمشاركة الأقارب والأحباب أفراحهم. ورغم أن العلم والدراسة أخذا وقتها كله، ما تزال إيمان مولعة بقضاء وقت كبير في المطالعة والقراءة خلال عطلتها السنوية. لا وجود لمرافق ترفيهية.. والقبلة الأساسية هي البحر حسب ما استقيناه من بعض الشباب والعائلات بشأن تفضيلهم شواطئ البحر على التجوال بالمناطق التي تتواجد بها مواقع أثرية وغابية، أشار هؤلاء إلى أن أم البواقي تفتقر لمرافق ترفيهية، وبالتالي يستحيل البقاء فيها خلال فصل كامل دون تجديد النشاط. عائلة السيد عراس التي التقيناها بإحدى وكالات السفر، أقرت أنه يستلزم على كل الأشخاص تغيير الجو، خاصة بالنسبة للذين يعملون طوال العام دون راحة. وعن المناطق التي تفضّلها هذه العائلة لقضاء عطلتها، أكدت أن المكان المفضل لديها هي تونس، أين يتسنى لها قضاء أوقات مميزة والذهاب إلى البحر بمدينة سوسة الساحلية، إضافة إلى حضور سهرات مهرجان قرطاج الذي يقام كل عام. ولم نفوت عن أنفسنا فرصة التحدث إلى الجيل الواعد، فتعبير الشباب يحمل الكثير من النظرات المستقبلية. فعمر، وهو أحد المولعين بالمناظر الطبيعية، يقول إن غياب الكثير من الجوانب الترفيهية يجعل منا نفضّل المناطق الساحلية. وأضاف شاب آخر قائلا، رغم أنه تم الصائفة الماضية فتح مسبح أمام شباب المنطقة، إلا أنه أعيد غلقه في انتظار إعادة فتحه هذا الموسم، وأكد أن هذا المسبح نصف الأولمبي والمتواجد بالقاعة متعددة الرياضات، كانا يستقطبان الكثير من الشباب الذين يفضّلون قضاء أيام الحر بها على الاتجاه نحو البحر الذي غالبا ما يكلف مصاريف باهظة.