لازال مرض السيدا من بين الطابوهات التي لا يمكن الكشف عنها في الجزائر أو حتى النطق به في العائلة أو في الشارع أو المدرسة مما أدى إلى تنامي المرض في الجزائر عاما بعد عام واكتشاف حالات جديدة في كل شهر ناهيك عن الحالات المتكتم عنها وهي مكمن الخطورة على الرغم من توفر مراكز للكشف السري والمجاني عبر القطر الوطني على غرار معهد باستور ومستشفى القطار· ما أكدته السيدة بوزروب سليمة رئيسة المخبر الوطني لمرجعية داء السيدا بمعهد باستور في الندوة التي تم عقدها أول أمس بالعاصمة والتي رأت أنه على الرغم من الجهود التي تبدلها الدولة وكذا الجمعيات التي أخذت على كاهلها التوعية بالمرض إلا أن الحامل للفيروس يرى أن التكتم على المرض هو الحل لاسيما وأن المجتمع ينبذه بمجرد الكشف عن مرضه أي يبقى مرض مزمن وعادي وجب الكشف عنه وهو في أولى مراحله قبل أن ينخر جسد المريض كون أن حامل المريض من الممكن أن يعيش بالمرض من 10 إلى 30 عاما وهو يخضع للعلاج ووضحت أنه وجب القضاء على فكرة أن مرض السيدا ومرادف للموت مما يهدم الحالة النفسية للمريض بل أدى إلى ابتعاد الكثيرين عن الكشف عن المرض مما أدى إلى انتشاره نسبية في الجزائر وتسجيل عشرات الحالات في كل شهر آخرها كانت بتسجيل 64 حالة في شهر سبتمبر وبلغ عدد الحاملين للفيروس مند ظهوره 1985 إلى غاية 30 سبتمبر 2011، 5381 حالة مصابة بالسيدا و1234 حالة حاملة للفيروس لتضيف أن الكشف المبكر عن المرض في المراكز المتخصصة التي تعمد السرية في العمل يؤدي إلى إنقاذ المريض وعدم انتشار مضاعفات الفيروس والقضاء عليه بالمضادات الحيوية، كما أن الكشف المبكر للفيروس لا يكلف الدولة ويختلف الأمر أن تطور إلى مرض السيدا الذي يكلف خزينة الدولة 100 مليون سنتيم في العام الواحد من أجل التكفل الجدي بالمريض الذي يبقى يعاني من نقائص على مستوى الجزائر ما أكده السيد لارباس علي الأمين العام لجمعية تضامن الايدز حتى أن الجمعيات هي بالكاد تجمع التبرعات من أجل التكفل بمن يقصدوها من حاملي المرض فالمريض يبقى يعاني من الناحية النفسية خاصة والاجتماعية من وقت اكتشاف المرض على غرار النبذ وأضاف أن مريض السيدا هو شخص عادي وجب معاملته معاملة عادية كون أن من الأسباب الرئيسية لحمل المرض هي العلاقات الجنسية سواء الشرعية في حال ما إذا أخفى أحد طرفي العلاقة المرض مما يؤدي إلى حمله من الطرف الثاني وإكسابه للأولاد أو تلك العلاقات غير الشرعية وما ينجم عليها من أخطار على جميع الأصعدة إلى جانب استعمال بعض الأدوات غير المعقمة كشفرات الحلاقة التي يمنع استعمالها استعمالا مشتركا إلى جانب حقن المخدرات التي من الممكن جدا أن تحمل عدوى الفيروس من شخص لآخر وقال أن مرض السيدا هو مسؤولية تقع على الجميع من أجل التوعية وتجنب المرض ما أكدته في نفس السياق السيدة بوزغوب التي أوضحت أن الجزائر تبقى من البلدان الأكثر خطورة ذلك لا يغنينا عن محاربة المرض من جذوره من أجل التقليل من الأرقام المرعبة التي تظهرها الإحصائيات وضرورة خضوع حامل الفيروس في مراحله الأولى إلى الكشف المبكر لكي لا ينقله إلى الجماعة كما ذكرت بضرورة الخضوع إلى تحليلات دقيقة قبل الزواج للكشف عن الفيروس من عدمه كما أوصت العاملين بالسلك الطبي بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من ناحية تعقيم المعدات الطبية وكذا أخذ المسؤولية على عاتقهم لكي لا يساهموا في انتشار المرض التي تبقى العلاقات الجنسية الشرعية أو غير الشرعية تحتل نسبة 90 بالمئة من حمل الفيروس·