هو واحد من القليلين جدا، إن لم يكن الوحيد، الذي فكر في فئة مهمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورأى أنهم لا يختلفون عن غيرهم من الأشخاص العاديين والطبيعيين، وبالتالي فإن من حقهم الاستمتاع بما يستمتعون به، ومعايشة ما يعايشونه، أنهم فئة الأشخاص المكفوفين، وهو شاعر وكاتب، أراد أن تكون كتاباته ومؤلفاته النثرية والشعرية وحتى الموسيقية، في متناول فئة المكفوفين أيضا، وليست حكرا على المبصرين فحسب، إلى درجة أنه خصص عددا منها لهذه الفئة بالذات دون غيرها، مع ترجمة عدد من أعماله الشعرية والنثرية للغة البراي، في خطوة فريدة من نوعها، رغبة منه في مساعدة هؤلاء، ودعمهم، وإدماجهم في المجتمع، وتحسيسهم أنهم لا يختلفون في شيء عن الأشخاص الآخرين، ولهم ذات الحقوق، والمزايا والامتيازات· الشاعر والكاتب عبد الرحمان عمالو، قال في حديث ل(أخبار اليوم)، إنه اختار فئة المكفوفين بالذات، لرغبته الكبيرة في مساعدتهم، ودفعهم إلى الاندماج في المجتمع، وعدم عزلهم عن الآخرين، وكذا جعلهم يتذوقون الشعر والكتابة الأدبية، تماما كالأشخاص العاديين، وعدم حرمانهم من متعة القراءة والمطالعة، وبالنسبة للشاعر عمالو المتواجد في مجال الكتابة الأدبية والشعرية العادية وبطريقة البراي منذ نحو 14 سنة كاملة، فإنه لا فرق لديه بين القارئ المبصر والقارئ الكفيف، بل على العكس من ذلك يعتبر كلا منهما، مكسبا حقيقيا، وقارئا متابعا لجديده وأعماله الشعرية والأدبية، مضيفا أن توجهه لمساعدة هذه الفئة نابع من تجارب شخصية، أولا، ومن قناعاته الراسخة، بأنه ليس هنالك من مانع في التوجه إلى فئة جديدة ومختلفة من القراء ومتذوقي الشعر والأدب والفن عموما، مادامت الإمكانيات متاحة وموجودة، وكما يمكن ترجمة أعماله إلى مختلف اللغات، فليس هنالك من مانعٌ من ترجمتها إلى لغة البراي أيضا· ومن مؤلفاته المترجمة إلى لغة البراي، مجموعة شعرية تحمل عنوان (كلمات وآلام)، وهي باللغتين الفرنسية والانجليزية، وترجمت مؤخرا إلى الإسبانية، بخاصِّية البراي دائما، إضافة إلى كتب أخرى موجهة للأطفال، وكتب دينية، أما آخر إصدار، فهو عبارة عن جولة في متحف (خداوج العمياء) الشهير بالقصبة، الذي ألفه وفق طريقة البراي مثلما سبقت الإشارة إليه، وقال إنه اختار هذا المتحف بالذات بأن صاحبته أي الأميرة (خدواج العمياء) كانت مكفوفة أيضا، وهو كتاب يساعد فئة المكفوفين أثناء زيارتهم المتحف أو حتى دون زيارتهم له بالتعرف على جميع محتوياته وأجنحته، وكذا تاريخه وقصة صاحبته· وتتواصل إبداعات الشاعر عبد الرحمان عمالو في مجال الأعمال الأدبية والشعرية والفنية على طريقة الباري، من خلال إنتاجه أشرطة موسيقية كتبت عناوينها بلغة البراي في أغلفتها الخارجية، وكذا حولية خاصة بالسنة الجديدة 2012، على طريقة البراي، وهي الإصدارات والإنجازات التي لاقت الكثير من الاهتمام والتشجيع من هيئات مختلفة، وهو يقوم بتوزيعها على مدرسة المكفوفين بالعاشور، وباب الواد وتيزي وزو وباتنة، إضافة إلى ممثلي الجمعيات الفاعلة والناشطة في هذا الميدان، كما شارك عمالو مؤخرا في ملتقى مرض السكري، وأصدر كتابا حول العين والسكري، باعتبار أن فقدان البصر هم من أهم مضاعفات هذا الداء، ولازالت أعمال هذا الشاعر والكتاب المتميز والمبدع، تصنع الحدث في كل مرة، لتجعله أول كاتب جزائري يترجم أعماله الأدبية على طريقة البراي الخاصة بالمكفيفين وبعدة لغات·