يعود الفنان المتميز والشاعر الحساس عبد الرحمان أمالو بإبداعات مثيرة خاصة تلك التي تكتسي طابع إنساني بحت، حيث قفز إلى مرحلة جديدة من مشواره الثري كشاعر وموسيقي ومطرب بمواهب قلما تتوحد في قريحة شخص واحد، يبهرك بتواضعه، ويجذبك ذوقه ولمسته الإنسانية الحاضرة بقوة وناصعة في كل ما ينتج، لأنه يؤمن بأن الفن والشعر يجب أن يكون خالصا ليرتقي عاليا ويفعل فعلته بالمتذوق، بعيدا عن أطماع الربح والخسارة، أمالو عبد الرحمان سليل الأسرة الفنية اعتبارا من الجدة إلى الأسرة الصغيرة تألق كثيرا وترك بصمة قوية على اعتبار أنه أول جزائري ترجمت أعماله إلى لغة البراي التي يتقنها المكفوفين حتى يمنحهم متعة تذوق النغمة الشعرية الصادقة . حظي عبد الرحمان امالو نهاية الأسبوع الفارط بقصر الثقافة بالكثير من العرفان والتقدير حيث كرم في وقفة حميمية دافئة من طرف الجمعية الوطنية للناشرين الخاصة بالمكفوفين نظير ما قدمه خاصة ما تعلق بمجموعته الشعرية ''الكلمات،الآلام '' باللغة الفرنسية والتي ترجمت إلى لغة البراي وإلى سبع لغات بطريقة البراي ويتعلق الأمر بكل من اللغة العربية والألمانية والإيطالية والإسبانية و الامازيغية والشاوية، وتم توزيعها مجانا على شريحة المكفوفين داخل وخارج الوطن علما أنها مبادرة خاصة للشاعر أمالو حيث ساعده فيها كثيرا الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية حيث تم طبع ما لا يقل عن 2000 نسخة باللغة العربية،و2000 نسخة باللغة العربية، و1000 نسخة باللغة الإسبانية بالتعاون مع معهد سارفونتاس ووزعت على الكثير من دول أمريكا اللاتينية الناطقة بهذه اللغة،علما أن هذه المبادرة المتميزة أثلجت كثيرا صدور فئة المكفوفين وغمرتهم بالفرحة العارمة . ونظم الحفل التكريمي على هامش اليوم الدراسي حول تبني الإعلام الآلي . وكما عودنا شاعرنا المتميز امالو عبد الرحمان بتألقاته لانه حصد الجائزة الأولى لشعراء البراي من خلال طبعة جائزة يوبا الثاني عن عمله الشعري ''الكلمات، الآلام '' الصادرة عن دار نشر نونو، ولم يكتفي بذلك في عنايته بفئة المكفوفين ولأول مرة أصدر أقراصا تضم الأغاني المطربة باللغة الأمازيغية والشاوية وأظرفها مكتوبة بالبراي حتى بطاقية التعرف والزيارات لا تخلو عن لغة البراي . ومن أهم المشاريع التي أطلقها المبدع أمالو كتاب يشرح تعاليم الدين الإسلامي تحت عنوان الموعظة الحسنة في تبسيط تعاليم الدين في جزئه الأول حول الوضوء والصلاة،كما لديه كتاب آخر تحت الطبع،علما أنه مع الشاعرة نورة عجال قد أصدر مجموعتين شعريتين الأول تحت عنوان '' الثرثرة بالأبيات الشعرية ''،والثاني يحمل عنوان اللعبة بالشعر،وترجم هذا المولود إلى أربع لغات، العربية والفرنسية والإنكليزية والأمازيغية . ويعكف الشاعر والفنان عبد الرحمان امالو على وضع آخر اللمسات لتنظيم أبواب مفتوحة على البراي بقصر الثقافة يوم 12 أفريل بالتعاون مع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بالعاشور، الذي يكن له شاعرنا كل الإمتنان والتقدير لأخذه بعين الاعتبار للمبادرات الإنسانية وتشجيعه على تكريسها. ومن المقرر أن يحضر هذه التظاهرة التي تنظم هذا الثلاثاء تلاميذ ثانويتي سعيد حمدين وإليزابيث سانت بالعاصمة، واغتنم الفنان أمالو ليطلق بين هذه الأسطر نداءا لوزارة التربية كي تدرج تدريس لغة البراي على اعتبار أن كل طفل وكل شخص معرض ليفقد بصره . وكان الشاعر امالو بمناسبة تكريمه قد قدم كلة تحمل الكثير من التاثر والعرفان والشكر وتشبثه بمواصلة تفعيل مبادراته الغنسانية التي يمولها من ماله الخاص في إطار حق الاشخاص المكفوفين في المعرفة.