تحولت كثرة النفايات المنزلية إلى سيناريو متكرر يطبع يوميات مواطنينا خاصة مع الأوساخ التي أضحت الديكور اليومي لأغلب المقاطعات داخل وخارج العاصمة إلا أن ما تحويه الجزائر من أنامل ومواهب يجعل الكثيرين يترصدوننا بين الفينة والأخرى من أجل التقليد أو حتى محاولة خطف تلك المواهب بعد مجموعة من الإغراءات وتعتبر اللامبالاة الطريق الممهدة لقتل تلك المواهب ولولا وطنية هؤلاء لخسر وطنُنا الكثير منهم· تحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية تحتاجها الأرض والفلاح لم يعد بالشيء البعيد بعد أن أبدعت أنامل السيد ميلاس احمد جهازا آليا لتحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة عضوية· هو من بريكة ولاية باتنة، سنه 56 عاما، لم يثنه السن أو الشيب الذي بدأ يغزو شعره عن البحث والتوصل إلى جهاز مفيد يعمل على امتصاص النفايات المنزلية الغذائية وتحويلها إلى أسمدة طبيعية مائة بالمائة لها دور أساسي في الإنتاج الفلاحي كما أنها تقلص من آفة النفايات وتخلق أيادي عاملة وتعمل على تنظيف المحيط وحماية البيئة وتوفر مساحات للزراعة أو إقامة مشاريع مختلفة عوض أن تستغل كأماكن لرمي النفايات· اقتربنا من المخترع للوقوف أكثر على مزايا الآلة التي أبدعتها يداه فقال أنها آلة تحول النفايات الغذائية إلى أسمدة طبيعية مفيدة ومكنته من إحراز براءة اختراع وهو أول عربي توصل إلى ذلك الجهاز في مجال تحويل النفايات المنزلية بعد تصنيفها والاعتماد على الغذائية منها لإنتاج تلك الأسمدة المفيدة للأرض والتي تبتعد عن المواد الكيماوية التي تضر الأرض والإنسان وحتى الاقتصاد الوطني بعد أن تستوردها الدولة بأثمان خيالية· وأضاف في نفس السياق أنه واجه عدة عراقيل فيما يخص التحليل الأوَّلي لتلك الأسمدة ووصل إلى مخبر بعنابة بشق الأنفس الذي أكد نجاعة تلك الأسمدة وأضاف أن دولة الإمارات ترصدت ما تنتجه يداه ودعته في كم من مرة للاستفادة من مشروعه إلا أنه أبى ورفض وطمح إلى استفادة وطنه من المشروع دون غيره· ومن المشاكل التي يعانيها هي قلة التمويل كما واجه الصدّ بعد أن قصد وزارة البيئة وكذا وزارة الفلاحة على الرغم من الآثار الايجابية التي يحملها المشروع في القضاء على النفايات ونظافة المحيط وإفادة الأرض والفلاح إلا أنه لم يحصل على دعم حقيقي على الرغم من أهمية تلك الأسمدة في إنتاج عدة محاصيل ووفرة المنتوج· وختم بالقول إنه مشروع ناجح ويمكن أن ينافس البترول ويعود بالملايير على الاقتصاد الوطني كما أنها أسمدة عضوية خالية من المواد الكيميائية التي تضر الأرض وصحة الإنسان على خلاف الأسمدة الطبيعية النافعة وطالب بضرورة دعم مشروعه بدل اللجوء إلى استيراد تلك الأسمدة خاصة وأن تشجيع إنتاجه يؤدي إلى نتائج إيجابية على جميع الأصعدة فيما يخص تنظيف المحيط وخلق مناصب شغل وتزويد الفلاح بتلك الأسمدة العضوية الطبيعية الخالية من كل الشوائب التي قد تضر الأرض وكذا الصحة العمومية·