بعد أيّام من نشر قطر لخارطة مجتزئة لفلسطين خلال دورة الألعاب العربية، تفاجأ مشاركون في المؤتمر الصناعي العربي-التركي الذي عقد في مدينة إسطنبول يومي 6-7 من الشهر الجاري بتعريف المؤتمر في دليله لمدينة رام اللّه على أنها عاصمة دولة فلسطين· ورغم أن قطر اعتذرت للمغرب عن عدم مساندة احتلالها للصحراء الغربية إلاّ أنها لم تعتذر لفلسطين عن تسليمها للاحتلال الصهيوني، وقد لقي التصرّف القطري استنكارا واسعا في أوساط الشباب والنّخب السياسية، والتي طالبت أمير قطر بالاعتذار لفلسطين وشعبها، فيما برّرت الجهة المنظّمة للمؤتمر التركي تصرّفها بأنه كان خللا فنّيا، وهو أمر رفضه ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) وطالبوا رجب طيّب أردوغان بالاعتذار الرّسمي للشعب الفلسطيني· وأكّد ناشطون أن الخطوة القطرية والتركية تعتبر خطيرة، ملمّحين إلى وجود رابط وتقاطع بين الحوادث السابقة لترسيخ مخطّط قادم وتمهيد الأجواء والرّأي العام لدولة فلسطينية مجتزئة وعبارة عن كنتونات قد يخطّط لها في أروقة السياسين في دول العالم، مع استثناء مدينة القدس· وكان عدد من الشبّان الغاضبين نظّموا وفقات واعتصامات في شمال وجنوب قطاع غزّة يوم الأحد الماضي وأحرقوا خلالها صور أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني) احتجاجا على نشر خريطة مجتزئة لفلسطين· ورفع الشباب الغاضبون اليافطات والشعارات التي تدين النّظام القطري وتستهجن الإقدام على هذا العمل الذي يخدم الاحتلال، ودعوا النّظام القطري إلى الاعتذار فورا للشعب الفلسطيني الذي سيظلّ متمسّكا بحقوقه الوطنية الكاملة غير القابلة للتجزئة أو التسوية أو التصرّف، وأكّدوا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم وغضبهم ضد السياسة التي تتبعها قطر بخصوص القضية الفلسطينية وتدخّلاتها الفجّة فيها وضد المحاولات الهادفة للهبوط بسقف الثوابت الفلسطينية· ومن ضمن الشعارات التي رفعها الشباب عند إحراقهم صور أمير قطر (فلسطين ليست بيارة أبوك يا طبل) في إشارة إليه، وأيضا شعار '(فلسطين من المية للمية، وليست محطّة كاز للقواعد الأمريكية في المنطقة)· وتضمّنت الشعارات صورة تبيّن خريطة فلسطين كاملة، وفي النّصف الآخر خريطة لقطر وتحيط بها القواعد الأمريكية فيها·