"الجزائر ضد السيدا"! هذا هو الموقف العظيم والكبير والخالد للجزائر يتجاوز في عظمته مواقف أمريكا من الإرهاب! ومواقف قطر من الديكتاتوريات العربية ومواقف الجامعة العربية من القتل في سوريا ومواقف إيران من الغرب! "الجزائر ضد السيدا"! شعار كتب على يافطة إعلانية وضعت على الطريق السيار الذي يربط قصر الأمم بحي حيدرة.. أي طريق الحكومة إلى العمل.. اليافطة مساحتها (3م * 3م) ولسنا ندري هل كل مشاكل الجزائر قد حلت ولم يبق إلا مشكل فيروس السيدا لتعلن الجزائر كلها أنها ضده وليس وزارة ولد عباس وحدها! أم أن فيروس السيدا في الجزائر قد أصبح يماثل الإرهاب والفقر والتخلف والديكتاتورية والفساد! ولم نشاهد يافطة إشهارية تقول: الجزائر ضد الفقر وضد الظلم! يبدو أن فيروس السيدا أصبح يشغل بال سكان محمية نادي الصنوبر إلى حد أن يعلن سكان هذا الحي أن الجزائر ضد السيدا وليس سكان هذا الحي وحده؟! الجزائر لم تستطع أن تعلن بأنها ضد سياسة قطر في ليبيا ولا أقول سياسة الناطو! وقالت إنها ضد فيروس السيدا وهي شجاعة كبرى! وخسئ من يقول: إن الجزائر بلا مواقف في كثير من القضايا الدولية مثل قضايا الربيع العربي.. وقضايا البحر المتوسط وقضايا الشرق الأوسط.. وقضايا إفريقيا.. بل إن الموقف الشجاع والحاسم بإعلان أن الجزائر ضد السيدا يدل على أن البلاد لها مواقف خالدة! ولا علينا كشعب إذا لم تستطع حكومتنا أن تقول باسمنا "إن الجزائر ضد سياسة قطر في الجامعة العربية.. فيكفينا أن بلادنا قالت بكل شجاعة "إن الجزائر ضد السيدا"! الجزائر لا تسطيع أن تكون ضد قطر لأن أميرها المعزول من طرف ابنه منذ سنوات كان قد وضع بيته في سويسرا تحت تصرف المفاوضين الجزائريين مع فرنسا على استغلال الجزائر في بداية الستينيات! لذلك لا تستطيع الجزائر أن تقف ضد ابنه حتى ولو أراد بيع الجزائر للأمريكان وفرنسا كما باع بلده! الأمير المفدّى هذا الذي تخافه الجزائر أكثر مما تخاف فيروس السيدا سبق لوالده أن مارس العقوق على جده فعزله من الحكم كما عزل هو والده من الحكم! لكن الوالد المعزول أيد ثورة الجزائر ضد الناتو.. في حين أيد ابنه ثورة الناتو ضد ليبيا والجزائر ومصر وكل العرب! الأمير الهمام باع قطر للأمريكان فحولوها إلى حاملة طائرات أمريكية في الخليج.. وقيل إنه أراد التفاوض مع اليونان واليوغسلاف على شراء جزر هناك لإقامة قواعد قطرية للكواعب الأتراب يمارس عبرهن احتلال اليونان وتحريره! ولكن اليونان واليوغسلاف قالوا: من هو هذا "الجمل العربي" الذي يريد أن يشتري أرض اليونان؟! وعاشت جزائر الثورة التي تخاف من قطر ولا تخاف من فيروس السيدا! فهل هناك بطولة وطنية أكثر من هذه؟! وما كانت البلاد تنعم بمثل هكذا بطولة لو لم ينتقل تفكير السلطة من الرأس إلى سيدي فرج.. وتجب حمايته من نزول فيروس السيدا كما نزل الاستعمار قبل 200 سنة.