فصلت أمس محكمة جنايات العاصمة في ملف محاولة القتل العمدي التي كادت تودي بحياة مغتربة بفرنسا قام زوجها بإلقائها من شرفة منزلهما بالطابق الثاني العائلي بعدما هدّدته بالعودة إلى فرنسا وانتزاع منه طفلهما، ما جعله مهدّدا ب 15 سنة سجنا نافذا· تفاصيل الجريمة الشنعاء التي شهدها حي بواديكار ببلدية دالي إبراهيم كانت نتيجة زواج مختلط بين المتّهم (ق· رضا) جزائري و(ق· صابرينة) فرنسية الجنسية التي لم تستطع التأقلم والعيش في الجزائر، خاصّة وأن زواجهما كان منتصف العشرية السوداء، وكادت الضحّية تفقد حياتها في انفجار قنبلة بالسوق البلدي الأبيار لتؤرّق المشاكل حياتهما اليومية، خاصّة أمام إلحاحها بالعودة للعيش رفقة والدتها في فرنسا ولم تجد سبيلا سوى تهديد زوجها بانتزاع طفلهما، خاصّة وأنها كانت تعاني من مشاكل نفسية. لتطرأ في بال المتّهم فكرة التخلّص من زوجته، حيث قام بتاريخ 16 ديسمبر من سنة 2000، والذي صادف شهر رمضان بالتوجّه إلى منزل خال الضحّية لإعادتها إلى المنزل عنوة بعدما قرّرت الانفصال عنه فقام خالها بمرافقتها أين طلب من المتّهم التريّث وإحضار راق شرعي للضحّية حتى تهدأ أعصابها. وبعد الإفطار وفي حدود الساعة الواحدة صباحا وبينما كانت الضحّية في الصالون ناداها المتّهم إلى الشرفة وطلب منها إلقاء نظرة على شيء كان في الخارج وفي تلك الأثناء قام بحملها من رجليها وإلقائها إلى الشارع ليوهم النّاس بأنها انتحرت، وتعمّد عدم الاتّصال بالإسعاف لكن لسوء حظّه الضحّية التي كانت حاملا في شهرها الثالث لم تلفظ أنفاسها، ما اضطرّه في آخر المطاف إلى التوجّه إلى اقرب مركز أمن والادّعاء أن زوجته حاولت الانتحار بإلقاء نفسها من الشرفة· الضحّية تمسّكت في جميع مراحل التحقيق بأن زوجها هو من حاول قتلها، وأنها لم تفكّر في الانتحار، غير أن المتّهم صرّح خلال الجلسة بأن التّهمة لفّقتها له والدة زوجته انتقاما منه لرفضه الاستقرار في فرنسا، وأن فعلا زوجته كانت تعاني من اضطرابات نفسية، وأنه يوم الواقعة وبينما كان موجودا في غرفة نوم ابنه سمع صراخ زوجته وعندما وصل إلى المصدر وجدها ملقاة على الأرض ليتوجّه مباشرة إلى مصالح الأمن أين أبلغ عن الحادثة، مشيرا إلى أنه استقرّ في فرنسا رفقة الضحّية وأبنائه الثلاثةو وأنه لا يوجد أيّ مشاكل بينهما لتواجهه رئيسة الجلسة بعدم حضور زوجته للإدلاء بذلك فكان ردّه أن زوجته خافت الحضور لصدور أمر بالقبض ضدها بعدما رفع عليها دعوة قضائية في السابق لقيامها باختطاف ابنهما، وأنها قامت بتحرير رسالة تبرّئه فيها من جناية محاولة القتل العمدي، غير أن القاضية أكّدت أنها ليست ملزمة بالاعتماد على الرسالة التي لا تنفي واقعة محاولة القتل، بل تصف فيها حالتها النّفسية يوم الواقعة، مشيرة إلى أنها كانت تعاني من الغثيان والقلق بسبب الحمل ولم تذكر فكرة الانتحار· وقد استطاع المتّهم إقناع هيئة المحكمة ببراءته من جميع ما نسب إليه، حيث أصدرت بعد المداولات القانونية حكما لصالحه·