يعيش المئات من الموظفين الذين يعملون بمختلف المناطق الصناعية بالجزائر حالة من اللاأمن نظرا لتواجد هذه المناطق بأماكن معزولة، خاصة عمال المنطقة الصناعية لوادي السمار، فهم معرضون بشكل يومي لخطر الاعتداءات بسبب تواجد المنطقة بمكان شبه معزول، وبعيدة تماما عن محطات النقل، بالإضافة إلى غياب المرافق العامة التي يحتاج إليها المواطن، دون أن ننسى اهتراء طرقاتها مما يصعب من تنقل العمال، بالإضافة إلى انتشار النفايات والأوساخ بكثرة، مما بات يشكل خطرا حقيقيا يحدق بصحتهم، خاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض الصدرية كالربو والحساسية· حيث رصدت (أخبار اليوم) المعاناة التي يعيشها يوميا هؤلاء العمال، ولمست تذمرهم الشديد من الحالة السيئة والظروف غير البيئية، التي يشتغلون بها والتي تعرض حياتهم للخطر بفعل الهواء الملوث، نتيجة الغبار المتصاعد في الهواء من المؤسسات الصناعية المتواجدة بها، مشكلا بذلك روائح كريهة تزيد من خطر الإصابة بأزمات تنفسية حادة، فهم معرضون لاستنشاق هذا الهواء الملوث لمدة ثماني ساعات في اليوم، بالإضافة إلى مشكل اهتراء الطرقات وانعدام المرافق العامة المختلفة كالمقاهي والمطاعم، مما يجعلهم وكأنهم معزولين عن العالم ويحرمهم بالتالي من أبسط حقوقهم، وعليه يقول أحد المواطنين وهو موظف بإحدى شركات هذه المنطقة الصناعية، إنه سئم العمل بهذه المنطقة لكثرة الظروف السيئة بها والتي لا تمكنك من أداء عملك براحة، فهو يضطر يوميا إلى المشي وسط النفايات للوصول إلى مقر عمله· ليضيف بأنه مصاب بمرض الربو وحالته في تدهور مستمر نتيجة الغبار الملوث الذي يستنشقه، ففي كثير من الأحيان يتعرض إلى نوبات ربو حادة تستدعي تنقله الفوري للمستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة، كما أنه يعيب على المنطقة الغياب الكلي للمرافق العامة التي يحتاج إليها المواطن، ليقول إنه لا توجد مقهى ولا حتى محلات المواد الغذائية ولا مطاعم، فمن أراد أن يرتشف فنجان قهوة عليه أن يأخذه معه من إحدى المقاهي التي يمر بها، كما يفعل هو يوميا أما بالنسبة إلى الأكل والشرب، فيجب الإتيان بها من البيت وهو الأمر الذي بات معروفا لدى جميع العمال في تلك المنطقة، ولذلك فهم يطالبون بإنجاز هذه المرافق، على الأقل التي يكونون بحاجة إليها كموظفين يوميا، وبالتالي فلا يكونون مضطرين للتنقل إلى أماكن بعيدة، ولا تكبد مشقة وعناء حمل كل ما يحتاجون إليه بصفة يومية، خصوصا للذين يقطنون في مناطق بعيدة، وهو المطلب الذي يرونه شرعيا، كي لا يكونوا مختلفين عن باقي العمال والموظفين، سواء بالعاصمة أو في المناطق المجاورة لها، كي يتمكنوا من إتمام أعمالهم دون الشعور بأية نقائص أو عراقيل تنغص عليهم حياتهم، أو تجعلهم يملون من أماكن عملهم، في ظل انعدام كافة المرافق الضروروية في أكثر المناطق نشاطا بالجزائر وهي المناطق الصناعية·