كشفت أمس جلسة محاكمة إرهابي تائب عادوه الحنين للعمل المسلّح من جديد أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد تبنّى استراتيجية جديدة لتزكية عناصر الدّعم والإسناد لضمان ولائهم، خاصّة للذين سبق وأن اختاروا النّزول من الجبل تتمثّل في كتابة تقرير مفصّل عن أهمّ الجرائم التي ارتكبوها في فترة نشاطهم مع الجماعات الإرهابية لاختيار الأكثر دموية فيهم، إلى جانب شرح أسباب رغبتهم في العودة· هي تفاصيل الاستراتيجية الجديدة التي كشفها ملف المتّهم (ب· يونس) الذي سبق وأن استفاد من العفو الرئاسي سنة 2002 قبل أن تكشف ورقة عثرت عليها مصالح الأمن الصائفة الماضية بعد القضاء على أمير منطقة الوسط (عبد المؤمن رشيد) المكنّى (حذيفة الجند) صائفة 2010 مدوّن عليها معلومات عن النشاط للإرهابي للمتّهم وأسباب نزوله من الجبل كان قد سلّمها لابن عمّه الإرهابي (ب· سعيد) المكنّى (أبو حيدرة) لتزكيته عند أمير كتيبة أبو بكر الصديق النّاشطة بمنطقة خميس الخشنة (خ· موسى) المكنّى (حذيفة الكحلة) واللذين يتواجدان في حالة فرار للانضمام من جديد للعمل المسلّح، ليتمّ إلقاء القبض عليه داخل محلّه لبيع الأعشاب الكائن بباب الزوّار بتاريخ 23 ديسمبر 2010 بعدما توصّلت تحرّيات مصالح الأمن بناء على تلك المعلومات المدوّنة في رسالة التزكية إلى أن المتّهم بصدد الالتحاق بالجماعات الإرهابية، ولكونه ما يزال يتشبّع بالأفكار الجهادية قد ربط اتّصالا مع قريبه الذي صعد إلى الجبل سنة 2009 حيث كشف استغلال رقم هاتفه أنه أجرى معه في الفترة الممتدّة ما بين 22/11/2010 و20/12/2010 تسع مكالمات هاتفية و10 رسائل قصيرة، وقد طلب منه الإرهابي الفارّ في أوّل اتّصال شراء هاتف نقّال جديد وشريحة للاتّصال به وتمويه مصالح الأمن. ليتنقّل المتّهم في اليوم الموالي إلى سوق بلفور أين قام بشراء هاتف وشريحة للمتعامل (نجمة)، وقد اتّصل بها على رقم هاتف قريبه أين أخبره بأنه سوف يحدّد له موعدا للالتقاء به فكان الموعد بمنطقة خميس الخشنة التي تنقّل إليها المتّهم عبر سيّارة (طاكسي). وبالقرب من إحدى الثانويات التقى المتّهم بالإرهابي الذي قام بنقله إلى منطقة غابية أين كان يتواجد أربعة إرهابيين آخرين مزوّدين بأسلحة من نوع كلاشينكوف وهناك سلّمه مبلغ 03 آلاف دينار وأطلعهم على أنه يريد تمويلهم بمختلف المؤونة، وبعد أيّام التقى به مجدّدا وطلب منه تزكيته عند الجماعات الإرهابية وسلّمه ورقة مدوّن عليها معلومات عن نشاطه الإرهابي، غير أنه في نوفمبر اتّصل به مجدّدا وطلب منه إتلاف الهاتف والشريحة بعدما قضت مصالح الأمن على أمير منطقة الوسط فقام المتّهم بإتلافهما واقتنى شريحة وهاتف جديدين فاتّصل مجدّدا بابن عمّه الإرهابي ليستفسره عن أمر تزكيته فأخبره بأنه متواجد في مكان بعيد وأن الظروف التي تمرّ بها الجماعة خاصّة بعد تضييق الخناق على العاصمة لم تسمح له بتزكيته· المتّهم خلال استجوابه من طرف هيئة المحكمة فنّد جميع ما نسب إليه، مصرّحا بأنه علم بأمر اِلتحاق ابن عمّه بالجماعات الإرهابية مثله مثل بقّية أفراد العائلة، وأن الهاتف النقّال الذي ضبط بحوزته اشتراه لزوجته، وأنه فعلا اتّصل به ابن عمّه ليستفسره عن أوضاع العائلة وعاود الاتّصال لمعرفة مكان تواجده، وأنه لم ينو الاِلتحاق مجدّدا بالجماعات الإرهابية ولم يتنقّل إلى منطقة خميس الخشنة لملاقاة أميرها (حذيفة الكحلة) ولم يعرض عليه العمل كعنصر دعم وإسناد· للإشارة، فقد اِلتمست النيابة سجن المتّهم لعشر سنوات، وتمّ إرجاء النّطق في قضيته إلى تاريخ لاحق·