أصدرت مساء أمس هيئة المحكمة الجنائية بمجلس قضاء الجزائر أحكامها القاضية بتوقيع عقوبتي السجن النافذ 5 و10 سنوات على المتهمين (ق.ع) و(ا.عبد الحميد)، فيما كان النائب العام قد التمس إدانتها ب 15 سنة سجنا نافذا، وهذا إثر متابعتهما بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة داخل الوطن، حيث كشفت التحريات أنهما كانا ينشطان ضمن كتيبة ''الأرقم'' في إطار تزويد عناصرها بالمؤونة والأجهزة الطبية. وبالرجوع إلى التفاصيل الواردة في ملف القضية فان الوقائع تعود إلى تاريخ 3 أوت المنصرم عندما قدم كل من المتهم (ق.ع) و(ا.عبد الحميد) أمام النيابة العامة لاستكمال مجريات التحقيق بعد التحريات المنجزة من طرف مصالح الأمن العسكري في إطار محاربة الإرهاب. هذه الأخيرة التي أسفرت على توقيف أحد الإرهابيين في 18 أفريل الماضي ويتعلق الأمر بالإرهابي '''لونيس مقدم''، حيث ثبت بخصوصه أنه كان ينشط كمسعف بكتيبة ''الأرقم'' الغربية خلال سنة 1996 وبعد التحري معه من طرف الضبطية القضائية أكد وجود عنصر إسناد للجماعة الإرهابية، ويتعلق الأمر بصاحب سيارة كانت تستعمل في نقل أفراد المجموعة، كما عثر على جهاز ''سكانير'' مدفون في منزل ''لونيس مقدم'' على أساس أنه تم تزويد به الجماعة في ديسمبر .2007 من جهة أخرى كشف ملف ذات القضية أن مصالح الأمن تمكنت من توقيف المتهم (ق.ع) بتاريخ 26 أفريل الماضي. هذا الأخير الذي خلصت عملية مراقبة كشف اتصالاته الهاتفية التي أجراها أنه كان على اتصال دائم بالرقم المستعمل من طرف ''عبد المومن'' المكنى ''حذيفة الجندي'' بصفته أمير منطقة الوسط للجماعات الإرهابية، حيث جرت بينهما حوالي 60 مكالمة، فيما تم تبادل 16 رسالة قصيرة بين الفترة الممتدة بين 19 جانفي والفاتح من شهر أفريل. في حين بيّنت التحريات أن المتهم (ا.عبد الحميد) قام بتسليم جهاز السكانير المضبوط لدى جماعة إرهابية مسلحة شهر ديسمبر بعدما أقر أمام الضبطية القضائية بأنه اشتراه بمبلغ 160 مليون سنتيم اثر اقتنائه من بئر خادم بعد أن سلمه للإرهابي ''حارك زهيرس. أما بخصوص أقوال الجانيين على محاضر الاستجواب فقد ثبت أن المدعو (ق.ع) اعترف أنه خلال سنة 2008 تلقى اتصالا هاتفيا من الإرهابي المعروف ''عبد المومن رشيدس. هذا الأخير الذي اقترح عليه العمل كعنصر إسناد في جماعة إرهابية فوافق على ذلك وتنقل لملاقاته في ''أقبو'' أين طلب منه شراء سيارة نفعية لاستعملها في عمليات التمويل، حيث أكد في معرض تصريحاه انه اقتنى سيارة نفعية من نوع ''ماستار'' بعدما موله المكنى ''حذيفة الجند''، مضيفا انه استعمالها في نقل أفراد الجماعة الإرهابية والمؤونة، فيما ذكر انه تنقل أيضا إلى منطقة ''بوزقن ''أين التقى مع المكنى ''حذيفة'' وسلمه المشتريات التي طلبها منه سابقا، وذلك في مارس 2009 كما تم تمويله لشراء سيارة جديدة من نوع ''بيجو إكسبير'' سنة 2009 بمبلغ 140 مليون سنتيم، سلمه إياها المدعو ''حذيفة'' وأنه في كل مرة كان يلتقي مع هذا الأخير الذي كان برفقة شخصين مسلحين بكلاشينكوف. وفي مارس 2010 طلب ''حذيفة'' كمية أخرى من المؤونة وقدم له مبلغ 10 ملايين سنتيم، إلا أن المتهمين سرعان ما تراجعوا عن هذه التصريحات أثناء مثولهما أمام قاضي التحقيق، وخلال جلسة محاكمتهم أمس أين أكد المتهم (ا.عبد الحميد) انه لم يتورط في الأعمال الإرهابية المشار إليها في قرار الإحالة، فيما صرح المتهم (ق.ع) أن متابعته جاءت على خلفية انتماء شقيقه الذي قضي عليه في سنة 2007 باعتبار انه كان إرهابيا ينشط بمنطقة براقي.