يحتوي الملح غير المعالج باليود على مخاطر كثيرة لطالما تعالت الأصوات المحذرة منها، حيث أنه يتسبب في تعقيدات صحية كبيرة وبعض الأمراض على رأسها أمراض الحنجرة أو تضخم الغدة الدرقية، والقصور الكلوي وأمراض القلب وسرطان الدم، وإجهاض النساء الحوامل وتشويه أجنتهم، بالإضافة إلى الأورام السرطانية وتعقيدات جسدية واضطرابات عصبية، وفي بعض الحالات يسبب أيضا مرض التخلف العقلي، وبحسب القوانين المعمول بها في الجزائر فإن القانون المتعلق بالبيع الإجباري للملح باليود يحدد نسبة اليود بين 50.55 و84·25 ملغ للكيلوغرام الواحد، وعليه وجب تنبيه المواطنين في المقام الأول إلى المخاطر الكبيرة المترتبة عن استهلاك هذا الملح المغشوش، وكذا مطالبة مصالح مراقبة النوعية وقمع الغش وكذا جمعيات حماية المستهلك بمضاعفة حملات المراقبة ومصادرة كميات الملح المغشوش المتواجدة في الأسواق، وزيادة الحملات التحسيسية في هذا الإطار· والمعروف أن (اليود) هو عنصر غذائي أساسي وحيوي يدخل في تكوين هرمون الغدة الدرقية اللازم للنمو والتطور الجسماني والعقلي وكثير من وظائف الجسم المهمة، ويعتبر أحد العناصر الأساسية في مكونات التغذية الجيدة· ويرى الخبراء أن الإنسان العادي يحتاج إلى كميات قليلة من اليود في الجسم تبلغ 150 ميكروغرام، أي أن الفرد يحتاج طيلة حياته إلى كمية من اليود لا تزيد على ملعقة صغيرة، كما تتراوح نسبة احتياج الأطفال والمراهقين من اليود ما بين 90 150 ميكروغرام من اليود يوميا· لكن، ورغم كل ما سبق، لازالت كميات هامة من الملح غير المعالج باليود تعرض في الأسواق الشعبية، وعلى الأرصفة، وهنالك حاليا بعض الباعة الذين يتنقلون إلى عدد من الأحياء لا سيما الأحياء الشعبية والفقيرة لعرض تلك الأنواع الرديئة من الملح، رغم الإجراءات الرقابية الصارمة في هذا الإطار، وحتى في بعض المحلات التي تقوم بمخالفة كل هذه التعليمات، وتضرب بها عرض الحائط، ومادام أن ملح المائدة من المواد الأساسية جدا في حياة الجزائريين، فإنه من الضروروي أن ينتبه هؤلاء إلى ما يقومون باستهلاكه، خصوصا وأن الأنوع الرديئة منه لا يتجاوز سعرها 10 دج، ما قد يغري البعض باقتنائه، ما يتطلب زيادة وعي وتحسيس المواطن الجزائري بخطورة مثل هذه المواد على صحته، وأن ينتبه جيدا إلى ما يستهلكه هو وأسرته، كي يجنبهم الإصابة بأمراض تبدو قاتلة ويكون علاجها مكلفا للغاية·