اختتمت أوّل أمس فعاليات الملتقى الوطني حول دور الإذاعات المحلّية في التنمية الريفية ومحاربة التصحّر والأنظمة البيئية على مدار يومين بمقرّ المحافظة السامية للسهوب بالجلفة، وهذا بحضور 23 ولاية سهبية ممثّلة في إطاراتها وأخصّائييها، إلى جانب مشاركين في هذا اللّقاء الذي حضره ممثّل المديرية العامّة للإذاعة الوطنية السيّد شرماطي أحمد وكذا مدير الإذاعة الجهوية بالجلفة السيّد بوخروبة الصديق وغيرهم من ممثّلي الإذاعات المحلّية عبر التراب الوطني· تميّز هذا الملتقى بتقديم عدّة مداخلات لها علاقة عضوية بترقية وتحسين دور الإذاعات المحلّية من خلال مواجهة التصحّر الذي يهدّد المناطق السهبية والمناطق الرّعوية من أجل تظافر الجهود في محاربة زحف الرّمال التي تهدّد الولايات وهذا من خلال ترقية الريف والمناطق السهبية وإبراز مختلف البرامج التنموية المندمجة والموجّهة لفائدة القطاع الفلاحي بصفة خاصّة والمناطق السهبية بصفة عامّة، وكذا للتعريف بمخاطر التصحّر وأثرها السلبي على تطوير المناطق السهبية ومن ثمّ التأثير على العمل الزراعي والرعوي والمحافظة على التغيّرات المناخية، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة الريفية وتكريس دورها في التنمية المحلّية· وقد كشف المحافظ السامي للسهوب السيّد قلولة صلاح الدين عن وجود 24 ولاية مسّها التصحّر متخوّفا من زحف الرّمال الذي سيهدّد باقي الولايات إن لم يجد له طريقة لإيقافه، مضيفا أن الزّحف مسّ خلال العشر السنوات الأخيرة 04 ولايات، وأوضح في ذات السياق ضرورة تكثيف حملات تحسيسية عبر كلّ الوسائل الإعلامية وعبر المطويات وحتى على منابر المساجد (لكي توصل حملاتنا إلى القرى والأرياف على الخطر المحدق بنا)، مضيفا أنه لأوّل مرّة ينظّم مثل هذا الملتقى الذي جمع الإذاعة المحلّية بمحافظة السهوب لوضع برنامج عمل مشترك يتمثّل في حصص وبرامج إذاعية يمكنه أن يكافح التصحّر من خلال غرس ثقافة بيئية لدى سكان الأرياف من فلاّحين وموّالين وغيرهم وتحسيسهم وتوعيتهم بالمخاطر التي تنجرّ عن طريق تصحّر الأراضي الفلاحية، كما من شأنه أن يقوم بتعريفهم بكيفية الحفاظ على الموارد والثروات الطبيعية، منوّها بالدور الكبير الذي تلعبه الإذاعات المحلّية في تحسيس وتوعية المواطنين بمخاطر زحف الرّمال والتصحّر· من جهة أخرى، أكّد ممثّل المدير العام للإذاعة الوطنية السيّد شرماطي أحمد أن الإذاعة سوف ترافق إطارات السهوب في خرجاتهم الميدانية إلى الأرياف للوقوف على المناطق التي يهدّدها التصحّر، كما يمكنها تكثيف حصصها وبرامجها الإذاعية لتوعية وتحسيس مستمعيها بمخاطر زحف الرّمال والحرث العشوائي وقطع الأشجار والرّعي الجائر وغيرها، مضيفا في قوله إن (ثروة البترول سوف تزول عاجلا أم آجلا وليس لدينا إلاّ الثروة الحيوانية التي ينبغي أن نكافح من أجلها ولابد من المحافظة عليها لأنها ستكون مصدر رزقنا مستقبلا). وقد اختتمت أشغال التظاهرة بزيارة ميدانية لبعض المشاريع التنموية المنجزة من قِبل المحافظة السامية لتطوير السهوب، الرّامية أساسا إلى الحدّ من التصحّر والمحافظة على البيئة والتوازن البيئي والإيكولوجي في الوسط الرّيفي ومدى مساهمة السكان في هذه العملية التنموية التي تستدعي مساهمة الجميع من سكان وسلطات عمومية·