أصبح الاحتفال باليوم العالمي للبيئة حدثا هاما في الجزائر، أين يقوم المشرفون على القطاع والمهتمين بالطبيعة ومختلف هيئات المجتمع المدني بتنظيم معارض وتقديم مداخلات وتنظيم حملات للتشجير لكن ذلك لم يمنع من بروز عدة ظواهر تنتهك من خلالها البيئة وأهم خطر يهدّد البيئة والمساحات الفلاحية والأراضي الخصبة بالولاية هو زحف الرمال و التصحر الذي أصبح يزحف نحو المناطق الشمالية من الوطن. ما تزال العديد من المناطق السهبية والمحميات بولاية «تيارت» تنتهك خاصة منها المحميات الرعوية التي تقدر إجمالا ب 350 ألف هكتار من مجموع مليون هكتار هي مساحة الأراضي السهبية بالولاية الممتدة عبر 12 بلدية مصنفة كمناطق سهبية لدى المحافظة السامية للسهوب الكائن مقرها بولاية «الجلفة» ، أين شهدت مؤخرا بعض المحميات الرعوية عبر إقليم بلدية «سيدي عبد الرحمان» غزو العديد من الموالين و مربو المواشي القادمين من منطقة «الوادي» بولاية «الجلفة» والذين قاموا بكراء مساحات محدودة لكنهم اعتدوا على مساحات كبيرة مجاورة لها بتلك المحميات الرعوية . ولم تنفع معهم مختلف الإجراءات رغم تدخل مصالح الدرك ومختلف المسؤولين ونفس الأوضاع شهدتها مناطق سهبية بمنطقة «زمالة الأمير عبد القادر» وغيرها، حيث غزاها موالون قدموا من ولاية الجلفة ومناطق جنوبية بالوطن هروبا من الجفاف لأجل توفير الكلء لمواشيهم ، وتضاف إلى هذه الظاهرة بعض التصرفات غير المسؤولة من طرف العديد من الموالين يقومون من حين لآخر بالاعتداء على مساحات سهبية وبعضهم يحتمي بحصانة بعض المنتخبين المحليين وحتى في الهيئات والإدارات الوطنية. وحسب ما صرح به موالون تم إقصائهم من الاستفادة من تلك المساحات القليلة من تلك المحميات الرعوية وهو ما تشهده مناطق سهبية عبر أقاليم بلديات الولاية، حيث يشتكي هؤلاء من التخريب والاعتداء المتواصل للغطاء النباتي عبر بعض المحميات الرعوية في حين يتم منعهم هم من الرعي بتلك المناطق وانتهاك تلك المناطق السهبية والرعوية لم يقتصر على الرعي العشوائي بل توجد ظاهرة الحرث العشوائي كذلك ، و التي تهدد نوعية تلك النباتات التي هي أساسا وبفعل الطبيعة تعتبر سدا منيعا لزحف الرمال ومع الاعتداء عليها أصبحت مؤشرات خطر التصحر ترتفع أكثر فأكثر وهو ما سبق وأكده مدير المصالح الفلاحية بالولاية خلال أحد تصريحاته بأن خطر التصحر أصبح يهدد 40 بالمائة من المناطق السهبية والغابية والفلاحية بالولاية ، حيث أن بعض الأراضي الفلاحية بفعل تلك العوامل أصبحت أراضي بور وغير صالحة للفلاحة والغرس. وأمام هذا الخطر أصبحت بعض الجهات تركز اهتماماتها في الحفاظ على البيئة من خلال التحسيس بخطورة الرمي العشوائي للنفايات المنزلية بينما أصبحت مواجهة زحف الرمال ضرورة لا مفر منها قبل فوات الأوان.