انتشرت عبر العديد من جوانب الطرق السريعة، التي تؤدي إلى الولايات الساحلية، كتيبازة طاولات لبيع الأسماك الصغيرة المخصصة للزينة ولوازمها المختلفة، فلدى مرورك عبر هذه الطرق، فإن أول ما يلفت انتباهك هو الانتشار الكبير لهذه الطاولات التي باتت تعرف إقبالا منقطع النظير عليها، خاصة إذا قلنا أن اقتناء أسماك الزينة هو بسبب جمالها اللا محدود، وما تصنعه من متعة في نفوس المواطنين المرهفة، كما أن فيها نوعا من التعظيم للخالق عز وجل، لأن من يقبل على تربية هذه الأسماك، فإنه يستشعر عظمة الله عز وجل، عند مشاهدته لهذه الكائنات الصغيرة وذات الألوان الجميلة· وتربية الأسماك هواية محببة لدى العديد من المواطنين، لذا تجدهم يقبلون على اقتنائها بمختلف أنواعها وأحجامها، وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين إنه يعشق تربية الأسماك نظرا لجمالها وهدوئها، وما تضفيه على المكان من سحر، خاصة أنها تدخل البهجة على قلبه بمجرد النظر إليها على حد تعبيره، كما أنها تدخل البهجة على قلوب أطفاله، الذين باتت تربية الأسماك واحدة من هواياتهم المستقبلية· ليقول آخر إنه يقبل على طاولات بيع أسماك الزينة، لأنه يحب اقتناءها، ورغم ارتفاع أسعارها، إلا أنه لا يتوانى لحظة في الإقبال عليها، لأن رؤية حوض الأسماك بالنسبة له يشعره بالراحة النفسية التي يبحث عليها يوميا للهروب من ضغط العمل، خصوصا وأنه من عشاق البحر ومحبي الصيد، وليس له الوقت الكافي للذهاب إلى البحر، ليعوض نفسه بالتمتع بسحر وجمال حوض الأسماك في بيته، ليضيف أنه يجد متعة كبيرة في اقتنائها لأنها لا تتسبب بأي نوع من التلوث أو الإزعاج داخل المنزل، كما هو الحال مع غيرها من الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط، كما أنها تشغل مكانا معينا وثابتا من مساحة البيت، في حين أن القطط والكلاب لا تتوقف عن الحركة في كامل أنحاء البيت، وتتسبب في بعض الأحيان في إفزاع وإخافة الأطفال· من جانبهم يقول الباعة، إن سبب اختيارهم لهذه المهنة بجانب الطرق السريعة وليس داخل المحلات، يعود إلى الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه التجارة في هذه الطرق، نظرا لاستعمال المئات من المواطنين لهذه الطرق، وكذالك حب الناس له، مما يجعل الإقبال عليه كبيرا والأرباح معتبرة، خصوصا وأن تجارتهم لا تقتصر فقط على بيع الأسماك، بل تتعدى إلى بيع مستلزمات الأحواض والغذاء المخصص لها، وعن الأسعار يقول أحد الباعة إنها في متناول المواطنين لأنها تختلف باختلاف الأحجام، فسعر الصغيرة منها ليس مثل سعر الكبيرة، وعليه يضيف هذا البائع، أنه مرحب بكل من يقتني الأسماك من عنده، ولكنه في كل مرة يقدم نصيحة تتعلق بكيفية تربية هذه الأسماك، لأنه في الأصل واحد من المولعين بتربية الأسماك، لأن تربية الأسماك تتعلق بالرغبة والذوق الشخصي، وليس جعلها للزينة فقط، لذا يجب مراعاتها جيدا وحمايتها، لأنها على نقيض كل الحيوانات الأخرى، يمكن تربيتها دون صعوبة تذكر، فأحواض الأسماك تبدو رائعة المنظر وتدعو للتأمل والاسترخاء·