لا يزال طبق الكسكس المزين بالسمك يحظى بشعبية كبيرة وسط سكان الكورنيش الجيجلي حيث يظل مطلوبا بكثرة بالمطاعم والمؤسسات الفندقية لهذه المنطقة الساحلية· ولا يزال هذا الطبق من الكسكس المزين بشرائح السمك الأبيض اللذيذة (أو الأزرق بالنسبة لمن يفضل البونيت) ميزة تطبع جيجل العتيقة حيث لا تحيد أي ربة بيت عن طريقة وسر تحضير هذا الطبق الشهي· ويبدو أنه من بين تشكيلات الكسكس المحضرة ببعض مناطق العالم يتميز الكسكس الذي تشتهر به جيجل لدى تذوقه لأول مرة بطعمه الفريد ورائحته المميزة التي تدغدغ الأنوف وتفتح الشهية وتسيل اللعاب· ويظل الكسكس المحضر من الشعير والسمك يحتل صدارة الأطباق المفضلة لدى العائلات الجيجلية على الرغم من غلاء أسعار السمك· وبالنسبة لسي بشير (65 سنة) صياد سمك (تشتهر جيجل بكورنشيها الذي ذاع صيته خارج حدود البلاد ولكن طبق الكسكس المحضر بالسمك له شعبية فريدة لا حدود لها)· كما أن طبق الكسكس المحضر من الشعير والسمك الذي يزين الموائد بلونه البني الزاهي الذي يتخذ من شرائح السمك حلية له حيث تجتمع من حول هذه الموائد العائلات في أجواء حميمية وبهيجة وهي تستمتع بالمذاق الشهي لهذه الأكلة الشعبية· ويرى سي البشير بأن ميزة طبق الكسكس بالنسبة للجيجليين لا تنحصر فقط في لذة مرقه الذي يسقى به ولكن أيضا النوعية والكيفية التي يحضر بها والتي تحمل بعدا تاريخيا عميقا· وتقوم طريقة تحضير الكسكس على وضعه في مصفاة وتركه يطهى جيدا فوق القدر التي تحتوي المرق، حيث يضاف الماء ومن ثم يقطع السمك إلى شرائح ويترك ما بين 10 إلى 15 دقيقة -يضيف سي البشير- الذي أظهر ولاءه لهذا الطبق التقليدي· وبجيجل يظل هذا الطبق الشعبي يزين موائد العائلات الجيجلية التي اعتادت على الاجتماع من حوله منذ أمد بعيد بحيث لم تستطع التقاليد المطبخية الجديدة انتزاع مكانه، فهم لا يحيدون عن تناول طبق الكسكس يوم الجمعة سواء حضر بالسمك أو من دونه·