أخذ طبق الكسكسي الشهير في التراجع من موائد الأعراس العباسية، لتحل محله أطباق وأكلات أخرى البعض، منها تقليدي كطبق الحريرة والآخر عصري كطبق الحلو والمحمر• طبق الكسكسي والذي ظل منذ القدم سيد الأعراس والولائم بصفة عامة، حيث توارث أبناء المنطقة إعداده طيلة أيام الوليمة، فرائحته المنعشة والشهية التي تنبعث أثناء طهيه كانت تصنع جزءا من طقوس العرس، أما مذاقه فقد كان يسيل لعاب كل المدعوين• وعن فوائده الغذائية فقد أجمع مختصو التغذية على أنه غذاء كامل ومتكامل•• فباحتوائه لحم الخروف ومختلف الخضر وكذا الكسكسي فهو يوفر خليطًا من البروتينات، الدسم، الفيتامينات والغلوكوز• وعن طريقة تحضيره التي تخص المنطقة وضواحيها، فهو يُحضر بلحم الخروف وأنواع من الخضر كالجزر، البصل، الطماطم وكذا خلطة من التوابل المغربية وعلى رأسها الكروية وحشيشة الكرافس لتصفى بعدها الخضر عن المرق، هذا الأخير الذي يسقى به الكسكسي ويزين بحبات الحمص والزبيب، وحتى العائلات الميسورة الحال لا تخلو موائد ولائمها من طبق الكسكسي لكنه يقدم على شكل مسفوف بالزبيب مزين بعسل النحل ويرافقه اللبن بعد طبق المشوي• لكن هذا الطبق الأصيل تراجع كثيرا سواء بالمناطق الحضرية وحتى الريفية لتحل محله أطباق الحريرة، الحلو، الزيتون وطبق المحمر•• والتي غزت ولائم المنطقة بما في ذلك ولائم المآتم حيث أصبح العشاء المقام ترحما على المتوفي لا يخلو من هذه الأطباق عوض الكسكي•