أضرب تلاميذ بلدية سيدي خليل التابعة لولاية الوادي عن متابعة الدروس احتجاجا على ما (أسموه) تعسفا وهضما لحقوقهم الطبيعية البسيطة من حيث متابعتهم لدراستهم الثانوية بعيدا عن مقر سكناهم في ظل غياب تام لأي ثانوية بالبلدية، لذا فإن التلاميذ ملزمون بالتنقل إلى بلديات أخرى مجاورة كبلدية المغير دون وجود أي وسيلة نقل خاصة بهم، فالتلاميذ في هذه البلدية يجبرون على إيقاف مسارهم الدراسي في وقت مبكر رغم تفوقهم·· التلاميذ من جهتهم كانوا يعانون من هذه الأزمة في صمت وراضين بالظلم دون أية احتجاج، إلا أن الأزمة تفاقمت تداعياتها خلال الأسبوع الماضي من خلال دخول عمال النظافة وبعض العمال المهنيين في أغلب المدارس بالجزائر في إضراب مفتوح، ورغم أن هذا الإضراب كانت نتائجه وتأثيره عاما على جميع التلاميذ والأساتذة على السواء بغياب النظافة في المحيط المدرسي إلا أن هؤلاء التلاميذ بالذات كانوا أكثر تعرضا للضرر من الباقين بسبب أنهم يضطرون إلى التنقل إلى بلدية المغير من أجل متابعة دراستهم في متقنتها عبر وسائل نقل عامة يتحملون خلالها كل المشاق من حيث التبكير في الخروج من المنزل ومن حيث التعب والجهد، بحيث يصلون إلى المؤسسة التعليمية منهكين وهذا ما يكون له تأثير سلبي على دروسهم خاصة أن بعض الأساتذة لا يراعون ولا يتفهمون ظروفهم الصعبة، فالأزمة زادت حدتها عند بدء هذا الإضراب من طرف أعوان النظافة وباقي العمال في المؤسسات التعليمية، فهؤلاء التلاميذ كانوا يتناولون غذاءهم في المطعم الخاص بالثانوية إلا أن إقفال المطعم بسبب الإضراب كان القطرة التي أفاضت ألكاس، بغياب المأكل ومن قبل النقل ومن قبل ذلك كله عدم وجود ثانوية في منطقتهم الأصلية، رغم أن الأستاذة العاملين في متقنة المغير طلبوا من باقي التلاميذ المبادرة إلى مساعدة زملائهم من خلال تطوعهم بأن يأخذ كل واحد زميلا له إلى بيته من أجل تقديم الغذاء له إلى حين انتهاء الأزمة، إلا أن التلاميذ أحسوا أنهم مظلومون من كل النواحي ولن يلتفت أحد لمعاناتهم وبالتالي قرروا الدخول في إضراب عن حضور الدروس خلال الأسبوع الماضي والذي استمر إلى غاية هذا الأسبوع، مطالبين بحقهم الطبيعي في النقل الخاص بهم وفي الشروع العاجل بإنجاز ثانوية في المنطقة النائية التي اضطر أغلب أبنائها إلى إيقاف دراستهم بسبب هذه الصعوبات، بحيث كانت السلطات المحلية قادرة على حل المشكل وتداركه خلال السنوات الماضية بإنجاز ثانوية أو حتى توفير حافلة خاصة بالتلاميذ المعاقين في هذه الظروف الصعبة خاصة منهم تلاميذ القسم النهائي، ولقد وقف باقي تلاميذ المتقنة في بلدية المغير إلى جانب زملائهم من خلال عدم الدخول إلى الأقسام في حين أن تلاميذ سيدي خليل لم يحضروا كلية إلى المتقنة· وفي جانب آخر وببلدية المغير التابعة هي كذلك لولاية الوادي فإن ثانويتها الثانية تشهد تقريبا نفس الأزمة بغياب أساتذة للفلسفة في الأقسام النهائية ونحن في منتصف العام الدراسي، فالتلاميذ من جهتهم لم يجدوا من حل أمامهم إلا التوقف عن حضور الدروس حتى تلتفت السلطات المعنية إلى انشغالهم وعلى رأسها مديرية التربية لولاية الوادي، فهل من مغيث لتلاميذ الجنوب خاصة المناطق النائية التي لا زالت بعيدة عن وسائل التحضر الطبيعية كتوفر المؤسسات التعليمية وكافة متطلباتها كحق طبيعي في سنة 2012··