رغم الأخبار المتداولة بشأن منع ملابس الشيفون من التداول في السوق الوطنية، إلا أن المحلات الناشطة في هذا المجال لا زالت أبوابها مفتوحة أمام زبائنها الأوفياء، سواء من أبناء الطبقات البسيطة محدودة الدخل، أو من الباحثين عن الماركة الأوروبية والعالمية المشهورة وسط أكوام البالة من الملابس المستعملة، وقد اعتاد الكثير من المواطنين على اقتناء مختلف قطع الملابس الرجالية والنسائية وحتى ملابس الأطفال من هذه الأخيرة، سواء كانت ملابس صيفية أو شتوية، وإن كانت آراؤهم مختلفة، بين مرحب بهذه الملابس، ومتحفظ عليها· في هذا السياق، تقول إحدى السيدات، إنها وإن كانت تفهم ظروف بعض الجزائريين التي لا تسمح لهم باقتناء ملابس جديدة، وتوجههم إلى محلات البالة أو الشيفون، فإن ما تستغرب له فعلا، هو إقبال هؤلاء على بعض قطع الملابس التي ليست الجديدة منها بالغالية، أو التي لا يمكنهم اقتناءها، خاصة بالنسبة للملابس الداخلية، حيث أنها في الكثير من المرات، لا سيما في الأسواق الشعبية، تلمح بعض الفتيات والسيدات يتهافتن على قطع الملابس الداخلية المتوفرة في طاولات الشيفون، وهو أمر تعتبره غير صحي بالمرة، بل وخطيرا على الصحة، ومن الأشياء التي يجب الابتعاد عنها، نظرا لاحتمال انتقال أمراض داخلية، خطيرة للغاية، وتضيف متسائلة، إن كان تبادل الملابس الداخلية بين أفراد العائلة الواحدة يمكن أن يؤدي حسب المختصين إلى عدة أمراض، خاصة الأمراض الجلدية المختلفة، وهو أمر لا ينصح به، لا سيما بين الفتيات والفتيان على السواء، فما بالنا بملابس سبق وأن ارتداها أشخاص غرباء، بل ولا ينتمون أصلا إلى بلدنا، ولا ندري شيئا عن ماضيهم الصحي، أو طريقة حياتهم، وغيرها، حيث أنه المعروف أن أغلب الملابس المستعملة تستورد من مناطق مختلفة وتمر بظروف نقل وخزن سيئة لرخص وسائل النقل المستخدمة، فتكثر الجراثيم والبكتريا الطفيلية في هذا النوع من الملابس التي يستعملها الناس· مواطنة ثانية، أبدت رأيها في الموضوع قائلة، إنها قد لا تمانع أحيانا في اقتناء بعض قطع الملابس من الشيفون، خاصة وأن بعضها تكون جميلة للغاية، وذات ماركات عالمية، وجيدة، وصالحة لمزيد من الاستعمال، لكن بالنسبة للملابس الداخلية، فإنها تعارض الفكرة تماما، سواء كانت هذه الملابس خاصة بالكبار أو بالصغار، وتستغرب كثيرا كيف تلجأ بعض الأمهات إلى اقتناء ملابس لأطفالهن الرضع من الشيفون، رغم إدراكهن أن بشرة الطفل حساسة للغاية، ويمكن أن تتسبب تلك الملابس بكثير من الأمراض الجلدية أو الالتهابات لهم، مهما بولغ في تنظيفها، نظرا لأن أنواع كثيرة من الحشرات والفطريات تعيش داخل الملابس، خصوصا الملابس الثقيلة، ويموت بعضها عبر غسيل الملابس وكويها، فيما لا ينصح مطلقا باقتناء وشراء الملابس الداخلية المستعملة، لأنها من السهل أن تنقل الأمراض بعكس الملابس الخارجية التي يمكن أن تلبس بعد الغسيل والكي· كما يؤكد الخبراء أن من بين أكثر الأسباب المؤدية للإصابة بالالتهابات الفطرية المهبلية، لبس ملابس الغير أو تبادل الملابس الداخلية·