يعيش أغلب المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، حالة من الخوف والهلع، بسبب تردي الأحوال الجوية هذه الأيام، خاصة مع النشرات الجوية الخاصة، التي جاءت محذرة من كمية الأمطار والثلوج التي ستتساقط، غير أن درجة الخوف والهلع عند بعض سكان عين النعجة، تعد كبيرة جدا مقارنة بالمناطق الأخرى، نظرا للخطر الكبير الذي يتربص بهم من كل ناحية، خاصة سكان الحي المعروف باسم (الواد) وسكان الحي الفوضوي (عين المالحة)، الذي شيدت أغلب سكناته على ضفاف الوادي، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الفيضانات، ودخول المياه إلى بيوتهم· وكانت مصالح الحماية المدنية، قد قامت بوضع نشرات محذرة للمواطنين، من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة، والحذر من هذه الأحوال السيئة، إذ قدمت مصالح الحماية المدنية نصائح وتحذيرات، لتوعية المواطنين بضرورة توخي الحذر، بالابتعاد عن الوقوف بجانب البالوعات والأودية، وهو الأمر الذي من غير الممكن حصوله عند سكان الحيين المذكورين سابقا، إذ كيف لهؤلاء أن ينعموا بالراحة والطمأنينة والأمان، وسكناتهم مشيدة على ضفاف الأودية، والبالوعات العشوائية موجودة في كل مكان، خاصة وأن البعض منهم عاشوا أياما جد صعبة في العام الماضي، نتيجة تسرب ودخول المياه والأتربة إلى منازلهم، مما تسبب في تلف العديد من الأجهزة الكهرومنزلية والأثاث، وهو ما اضطرهم إلى ترك بيوتهم، وقصد بيوت أقربائهم للمكوث عندهم إلى حين التخلص من كميات المياه والطين الكبيرة، التي دخلت إلى منازلهم، زد على ذلك حالات الخوف والفزع، التي عاشوها هم وأطفالهم، ومنذ ذلك اليوم وهو متخوفون من فيضانات أخرى يمكن أن تؤدي هذه المرة إلى ما لا يحمد عقباه، وإذا اقتصرت الخسائر في المرة الماضية على كل ما هو مادي، فمن الممكن أن تسجل خسائر في الأرواح هذه المرة، خاصة وأن هذا الكم من التحذيرات، لا يبشر سوى بالأخطار الكبيرة التي تصحب مثل هذه الأحوال السيئة جدا· ولدى اقترابنا من بعض المواطنين القاطنين، بالحي الفوضوي "عين المالحة"، لمسنا الخوف الكبير الذي يعيشه أغلب سكان الحي، إذ يقول السيد (ك·خ) أنه جد متخوف مما ستسفر عليه الأمطار والرياح هذه المرة، ليضيف أنه أخذ كافة الاحتياطات الممكنة، لحماية عائلته وبيته، ليعقب أنه لا يملك سوى الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى، بأن تمر هذه العاصفة على خير، ولا تتسبب في أي نوع من الخسائر· لتقول سيدة أخرى، أنها خائفة جدا من سوء الأحوال الجوية، خاصة وأن أمطار الأسبوع الماضي تسببت في تبليل عدد كبير من الأغطية والأفرشة، حيث تقول بان خوفها منصب في جهتين، خوف من تسرب مياه الأمطار إلى بيتها عن طريق السقف، خاصة وأن الرياح تسببت في نزع أجزاء من البلاستيك الذي يغطيه، وخوف آخر بدرجة اكبر من الغرق في المياه والأوحال، خاصة وأن بيتها مشيد بالقرب من مرتفع طيني معرض للانهيار في أية لحظة، فهي لا تريد أن تعيش نفس الخوف الذي عاشته أختها العام الماضي، عندما تعرضت العديد من سكنات الحي المعروف باسم (الواد) إلى تسربات كبيرة لمياه الأمطار والأوحال والطين، مما تسبب لهم في خسائر مادية كبيرة، وكاد أن يأتي بأرواحهم، لولا ستر الله عز وجل، لتعقب انه إلى متى يظلون مترقبين انهيار سكناتهم، في كل موسم شتاء، لتضيف بأنهم لا يطلبون شيئا سوى التفاتة بسيطة من السلطات، للنظر في مشاكلهم، ولما لا إعطاءهم سكنات لائقة، تحميهم من الخطر الذي يتربص بهم كلما سقطت الأمطار·