تعيش قسنطينة، ولليوم الخامس على التوالي، في عزلة تامة عن العالم الخارجي بسبب التساقط الكثيف للثلوج الذي لم يتوقف منذ ظهر الجمعة الماضي، وتسبب في قطع الطرقات وتعطيل حركة السير وعجل بخروج الكثيرين للشارع ليس للاستمتاع بعطاء الطبيعة بل للاحتجاج على الظروف الصعبة التي يمرون بها، بينما صار الحصول على الخبز والحليب حلما صعب المنال بسبب الندرة الحادة في المادتين، في حين اقتصرت الأخبار التي تصل من المناطق الريفية على أن سكانها لا يزالون على قيد الحياة دون أي تفاصيل أخرى وانعكاسات غضب الطبيعة لم تتوقف عند هذا الحد بل مست كذلك قارورات غاز البوتان التي ارتفعت أسعارها إلى 0051 دينار للواحدة منها في الوقت الذي لم يتوقف فيه النشاط بمصالح الاستعجالات، وهي تستقبل المصابين بالكدمات والكسور على عكس المؤسسات التربوية التي دخلت في عطلة مفتوحة إلى تاريخ غير معلوم، بينما يعد غياب النقل المعضلة التي اضطرت الكثيرين لقطع ما تيسر من الكيلومترات مشيا على الأقدام وسط ثلوج وصل سمكها في بعض المناطق إلى أزيد من متر· شكلت السلطات المحلية بقسنطينة خلية أزمة لاحتواء الأوضاع التي تعيشها الولاية· وحسب مصدر من داخلها ذكر ل ''الجزائر نيوز''، صباح أمس، أنه تم استنفار جميع الوحدات الأمنية والبلدية ومصالح الحماية المدنية منذ الجمعة الماضي لاحتواء الأوضاع الراهنة· وعن حصيلة التدخلات، ذكر أن المصالح المشتركة تدخلت على مستوى المدينة القديمة لإجلاء سكان حوالي 10 بنايات انهارت بصفة جزئية، كما سجلت حضورها في العديد من المناسبات لإنقاذ ما لا يقل عن 15 شخصا تعرضوا لاختناقات نتيجة الاستعمال المفرط للموقد التقليدي ''الطابونة'' في التسخين ستة منهم ببلدية زيغود يوسف، بينما تم التدخل على مستوى المدينةالجديدة علي منجلي لإخماد حريق شب في أحد البيوت بعد إقدام صاحبه على محاولة إصلاح الكهرباء بعد انقطاعها، وهي الحادثة نفسها التي أدت إلى احتراق العديد من العدادات الكهربائية بإحدى عمارات حي زواغي في الوقت الذي اقتصرت فيه التدخلات على مستوى الطرقات من أجل إنقاذ أصحاب المركبات الذين حاصرتهم الثلوج من بينهم 350 شخصا علقوا على مستوى الطريق الرابط بين زيغود يوسف وعين بوزيان بمنطقة الكنتور، حيث تم إسعافهم ونقلهم نحو إحدى المؤسسات الابتدائية بعد أن أمضوا أكثر من عشر ساعات في البرد، في حين سخرت المصالح البلدية والحماية المدنية إمكانيات هائلة لفتح الطرق خاصة تلك التي توصل إلى المستشفيات مع مرافقة الشاحنات الخاصة بنقل الأدوية والمستلزمات الطبية· إنقطاعات الغاز والكهرباء تخرج السكان إلى الشارع لم يجد سكان العديد من الأحياء التي شهدت انقطاعات متكررة في الكهرباء والغاز، واستمرت في بعض المناطق لأزيد من 72 ساعة من سبيل سوى الخروج إلى الشارع وقطع الطرقات للتعبير عن غضبهم وإيصال نداءات الاستغاثة إلى مصالح سونلغاز والسلطات المحلية، ومن بين عديد المناطق الحضرية التي قضى سكانها لياليهم في الظلام نجد وسط المدينة بكيرة، جبل الوحش، سيساوي، الحطابية، الشالي، الزيادية، سيدي مسيد، الحامة، بودراع صالح، واد الحد··· وغيرها من الأحياء التي عرفت كذلك انقطاعات في التموين بالغاز الطبيعي وعرفت خروج سكانها إلى الشارع للاحتجاج قاموا خلالها بوضع المتاريس وأغصان الأشجار وحرق العجلات المطاطية في محاولة منهم للتعبير عن غضبهم من الجهات المختصة التي قالوا إنها لم تحرك ساكنا لإخراجهم من المعاناة التي يمرون بها، التهمة التي رفضتها مصالح سونلغاز وردت على لسان مسؤول بها، أن المؤسسة ومنذ الساعات الأولى لوصول الاضطرابات الجوية سخرت جميع مصالحها لحل كل المشاكل التي يبلّغ عنها، مبررا في السياق ذاته سبب تأخر عمليات الإصلاح إلى الصعوبة التي يجدها الأعوان في ذلك، لأن الأمر يتعلق بسقوط كوابل ذات ضغط عالي نتيجة تراكم الثلوج فوقها وإرجاع الأمور إلى نصابها ليس بالأمر الهين، يضاف إلى ذلك صعوبة التنقل بسبب الثلوج، مضيفا المسؤول ذاته إن مصالحه سجلت ما لا يقل عن 70 تدخلا، وأنه مع حلول مساء أمس تم تصليح جميع الأعطاب المسجلة· أما فيما يتعلق بالانقطاعات في الغاز، فقال إن الأمر يعود لانخفاض درجات الحرارة· ندرة حادة في مادتي الخبز والحليب من جهة أخرى، وجد سكان قسنطينة صعوبة كبيرة في الحصول على مادتي الخبز والحليب، اللتان اختفتا من المحلات والمخابز منذ السبت الماضي لأسباب أرجعها أصحاب المخابز إلى الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي وما تسبب فيه من خسائر فادحة، الشيء الذي اضطرهم للتوقف عن صنع الخبر، في حين أرجع آخرون السبب إلى عدم تمكنهم من الحصول على مادة الفرينة بسبب صعوبة المواصلات، وبالتالي اقتصر إنتاجهم على الحلويات فقط· وما زاد الطينة بلة هو النقص المسجل في مادة الدقيق أيضا بعد الإقبال غير المسبوق عليه من قبل المواطنين في ظل غياب الخبز· أما فيما يتعلق بمادة الحليب، فأفاد مصدر من ملبنة نوميديا، أن المشكل لا يكمن في قلة الإنتاج بل في ارتفاع الطلب في ظل لاعقلانية المواطنين وظاهرة التخزين، يضاف لذلك توقف بعض التجار عن العمل، مضيفا بلغة الأرقام إن المؤسسة تنتج ما يقارب ال 180 ألف كيس يوميا وأنه المعدل الذي حافظت عليه طيلة الفترة التي ميزتها التقلبات الجوية· قارورة الغاز ب 1500 دينار بينما اقتصرت الأخبار التي تصل من المناطق الريفية البعيدة والمشاتي على أن سكانها لا يزالون على قيد الحياة وفقط بعض المصادر التي لها علاقة بمجال بيع قارورات غاز البوتان، ذكرت أن أسعارها بلغت مستويات قياسية، حيث وصلت إلى عتبة ال 1500 دينار للواحدة منها بسبب النقص المسجل فيها، وتعذر السكان الذين حاصرتهم الثلوج من الوصول إلى نقاط البيع المعتادة الفرصة التي استغلها البعض لعرض المادة بأسعار يحددها كل واحد منهم على هواه، حيث وصل سعر القارورة بزيغود يوسف إلى 600 دينار، السعر الذي يرتفع كلما زادت المسافة عن قلب المدينة، وكذلك الحال بقرى ابن زياد وبوجريو التي تراوحت بها أسعار قارورات الغاز بين ألف و1200 دينار في السوق السوداء، وهو ما اضطر الكثيرين إلى الاعتماد على الحطب في التدفئة، من جهة أخرى مست الأزمة المسجلة قطاع المواد الطاقوية أيضا، حيث سجلت نذرة في الوقود على مستوى العديد من المناطق شأنها في ذلك شأن المواد الغذائية وأسعار الخضر والفواكه التي سجلت ارتفاعا محسوسا، حيث وصل سعر البطاطا إلى 80 دينارا والطماطم بلغت عتبة ال 90 دينارا· مؤشرات من قسنطينة 500 إجلاء حوالي 500 شخص حاصرتهم الثلوج 10 إنهيار جرئي لما لا يقل عن 10 بنايات بالمدينة القديمة 15 إنقاذ 15 شخصا تعرضوا لاختناقات بالغاز 20 تسجيل أزيد من 20 احتجاجا للسكان منذ الجمعة الماضي 70 مصالح سونلغاز أحصت أزيد من 70 تدخلا لإعادة التيار الكهربائي