انتعشت تجارة الأحذية البلاستيكية في الفترة الأخيرة، بشكل كبير، خاصة في ظل التقلبات الجوية التي تعرفها العديد من مناطق البلاد، حيث لم يجد المواطنون سبيلا يقيهم من البرد والثلج، سوى الإقبال على ارتداء هذا النوع من الأحذية البلاستيكية، التي لم تكن مطلوبة في الماضي سوى من قبل الفلاحين والصيادين، بالإضافة إلى سكان الأحياء الفوضوية، الذين يقبلون على ارتدائها في كل فصل شتاء، لحماية أنفسهم من البرك المائية و كميات الأوحال المنتشرة هنا وهناك، غير أنها اليوم لم تعد مقتصرة فقط على هذه الفئات، حيث لجأ الجزائريون كبارا وصغارا إلى شراء مثل هذه الأحذية التي تقيهم من البرد القارس، وتمكنهم من قطع مسافات طويلة للذهاب إلى حيث يريدون، كما تمكنهم من التجول بكل راحة وأمان· كما عرفت تجارة الأحذية البلاستيكية رواجا منقطع النظير على مستوى العديد من المحلات المتخصصة في بيع هذا النوع من الأحذية، على مستوى العديد من الولايات الداخلية للوطن، خاصة وأنها كانت تعرف نوعا من الركود والكساد، غير أنها هذه السنة تعرف انتعاشا كبيرا عبر العديد من ولايات الوطن، بالإضافة إلى العاصمة التي أصبح سكانها يقبلون على اقتناء هذا النوع من الأحذية بسبب التساقط الكثيف للثلوج الذي لم تعرفه العاصمة منذ سنة 2005· وفي نفس السياق يقول السيد (ر· ك) وهو صاحب محل لبيع الأحذية البلاستيكية بعين النعجة، إن تساقط الثلوج في العاصمة، أتى بالفائدة عليه وعلى جميع المواطنين، لأنه ساهم في إنعاش تجارته ببيع الأحذية التي كانت تعرف قبل أقل من شهر نوعا من الكساد والركود، حيث كما هو معروف على سكان العاصمة، أنهم لا يرتدون هذا النوع من الأحذية، إلا للضرورة القصوى، مثلما حدث هذه الأيام تزامنا مع موجة الصقيع التي تضرب البلاد، ليضيف أن أسعارها التي تراوحت ما بين 400 دج و600 دج، كانت في متناول الجميع، حيث يتمكن جميع المواطنين باختلاف مداخيلهم من اقتنائها والتنعم بالدفء والحماية اللذان لا توفرهم بقية الأنواع الأخرى من الأحذية العادية، وعليه يقول أحد المواطنين الذين التقيناهم بأحد المحلات المخصصة لبيع الأحذية البلاستيكية، أن هذا النوع من الأحذية ضروري جدا، خاصة في فصل الشتاء، لذا فهو يعمد إلى شرائها في كل مرة، له ولأفراد عائلته، نظرا لأنها توفر عليه عناء شراء العديد من الأحذية في الشهر الواحد، فبالنسبة له الأحذية التي تباع حاليا في السوق لا تمكنك من اجتياز فصل البرد والأمطار دون أن تضطر إلى تغييرها مرتين أو ثلاث في الشهر، ليعقب أنه وجد الحل في الأحذية البلاستيكية، لأنها أولا توفر له الدفء والحماية من البرد والأمطار، وثانيا توفر عليه خسارة الأموال في أحذية لا تدوم أكثر من شهر· ليقول آخر إنه بحكم سكنه بأحد الأحياء الفوضوية، فإنه يتحتم عليه اقتناء الأحذية البلاستيكية لأبنائه، خاصة وأن مدارسهم بعيدة نوعا ما عن مقرات سكنهم، مما يستلزم عليهم قطع مسافات طويلة كلها برك مائية وأوحال، وهي الطريق التي لا يتمكنون من اجتيازها بأحذيتهم العادية· وعليه تبقى الأحذية البلاستيكية السبيل الوحيد للعديد من الجزائريين، خاصة سكان القرى والمداشر لوقاية أنفسهم من البرد والثلوج، كما تبقى تجارتها موسمية، حيث تنتعش في كل فصل شتاء، ويزداد عليها الطلب كلما تساقطت الأمطار·