قال الأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي السيّد أحمد أويحيى أمس إنه لا يمكن لأيّ كان الطعن في مصداقية الانتخابات التشريعية المقبلة، وأكّد زعيم (الأرندي) من جهة أخرى، رفض حزبه لتوظيف التاريخ لأغراض انتخابية دون أن يمنعه ذلك من التذكير بوحشية وهمجية ممارسات الاستعمار الفرنسي في الجزائر· وذكر السيّد أويحيى في تصريح صحفي أدلى به عقب إشرافه على الحفل الذي نظّم بمناسبة الذّكرى الخامسة عشر لتأسيس التجمّع الوطني الديمقراطي أن (جميع الظروف والشروط متوفّرة لإجراء انتخابات نزيهة وشفّافة ولا يمكن لأيّ جهة الطعن والتشكيك في مصداقية التشريعيات القادمة)، واعتبر في نفس السياق أن (بعض المزايدات التي تدعو إلى المقاطعة بحجّة التزوير تريد تسويق أوهام وأكاذيب وتبرير الفشل)· وأشار مسؤول التجمّع إلى أن سير التحضير للانتخابات المقبلة والشفافية المعتمدة في هذا المجال على غرار تقديم نسخ من القوائم الانتخابية التي تمّت مراجعتها إلى ممثّلي الأحزاب المشاركة على مستوى جميع البلديات (دليل على هذا البهتان)· وذكر السيّد أويحيى أن انتخابات سنة 2012 ستكون (تاريخية) في المسار الديمقراطي الذي (يتعزّز بالجزائر بشكل متطوّر)، مضيفا أن حزبه لا يهتمّ بمقاطعة الأحزاب بقدر ما يهمّه المشاركة القوية للشعب في الاستحقاقات المقبلة التي قال أويحيى إنها (ستكون حيوية حتما)، ودعا بالمناسبة إلى قبول (سنة الديمقراطية) واكتسابها كثقافة للتعامل مع جميع الحساسيات والأطياف السياسية، مشيرا إلى أن حزبه يرى من الطبيعي أن يكون هناك أحزاب تعارض وأخرى تؤيّد الحكم لأنها أفكارها ومبادئها الأساسية تتوافق معه· أمّا بالنّسبة للتحالف الرئاسي فأبرز السيّد أويحيى أن (الأرندي تحالف مع الرئيس بوتفليقة، وأن الغاية كانت لنصرة وتأييد برنامجه ولم يكن الهدف التحالف مع الأحزاب الأخرى)، مشيرا إلى (أن انسحاب حركة مجتمع السلم أمر عادي لا يستحق أي انتقاد أو تعليق)· وبخصوص موقفه من الأحزاب ذات التوجّه الإسلامي ذكر أنه (يصعب التكهّن بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستكون فيها المنافسة ما بين البرامج)، مضيفا (أن قرار الشعب سيحترم كيفما كان)· وأعرب الأمين العام ل (الأرندي عن رفض حزبه لأن يكون تاريخ الجزائر (ورقة انتخابية بيد البعض في الخارج)· وذكر أويحيى أن (الاستعمار الفرنسي كان وحشيا وبربريا من بدايته إلى نهايته ولا يمكن للتاريخ أن يدون سوى ذلك)، واعتبر أن مشروع قانون تكريم الحركى مجرّد محاولة من فرنسا لخلق (استعمار حضاري لا يمكنه أن يمحو حجم الهمجية التي خلّفت الملايين من الضحايا الجزائريين)، مضيفا بقوله: (لنا شهداءنا ولكم خونتكم)· وأشار السيّد أويحيى بمناسبة اقتراب موعد إحياء الذّكرى الخمسين للاستقلال إلى التضحيات الجسام والنّضال الكبير (للرجال والنّساء الذين دفعوا الثمن الباهظ) لاسترجاع السيادة الوطنية و(لكي نعيش نحن في كنف الحرّية)· من جهة أخرى، عبّر أويحيى عن أمله في أن يتمّ فتح المجال السمعي البصري (قريبا)، مشيرا إلى أن حزبه الذي (ينوّه) بصدور قانون الإعلام الجديد (يطمح في أن يتمّ وبسرعة فتح المجال السمعي البصري بالجزائر ولِم لا بعد الانتخابات المقبلة)، وأوضح أن فتح المجال السمعي البصري بالوطن (سيعزّز ويثري المجال الإعلامي بشكل عام ويقطع الطريق أمام الحملات والمؤامرات التي تتربّص بالوطن من قنوات إعلامية أجنبية)· كما عبّر السيّد أويحيى بالمناسبة عن سعادته بصدور قانون الأحزاب ودخول تشكيلات سياسية جديدة و(مشاركتها في المنافسة الشريفة) تحسّبا للاستحقاقات الانتخابية القادمة· يذكر أن الحفل الذي نظّم بمناسبة الذّكرى الخامسة عشر لتأسيس التجمّع الوطني الديمقراطي شهد تكريم عدد من الوجوه بالحزب، على غرار أحد مؤسسيه الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمّال الجزائريين الرّاحل عبد الحقّ بن حمودة ووزير النّقل السابق الرّاحل محمد مغلاوي ،إلى جانب النّائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني المتوفي مؤخّرا بن حليمة بوطويقة· وتمّ أيضا خلال الحفل الذي عرف حضور عدد من الوزراء تكريم رئيس مجلس الأمّة السيّد عبد القادر بن صالح وبعض المناضلين والمناضلات، كما عرض شريط وثائقي يبرز أهمّ مراحل التجمّع الوطني الديمقراطي منذ تأسيسه·